responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار    جلد : 1  صفحه : 182


مراحل العمر :
اعلم يا أمير المؤمنين إن أحوال الانسان التي بناه الله تعالى عليها وجعله متصرفا بها أربعة أحوال [1] :
الحالة الأولى : لخمسة عشر سنة وفيها شبابه وحسنه وبهاءه وسلطان الدم في جسمه .
ثم الحالة الثانية : من خمسة عشر سنة إلى خمس وثلاثين سنة وفيها سلطان المرة الصفراء وقوة غلبتها على الشخص وهي أقوى ما يكون ولا يزال كذلك حتى يستوفي المدة المذكورة وهي خمس وثلاثون سنة فيكون في سلطان المرة السوداء وهو سن الحكمة والمعرفة والدراية وانتظام الأمور وصحة النظر في العواقب وصدق الرأي وثبات الجأش في التصرفات ثم [2] تدخل في الحالة الرابعة التي لا يتحول



[1] هذا الكلام مبني على النظرية اليونانية : ففي سن الطفولة وبداية الشباب تكون الغلبة للدم حيث تتكون الأعضاء الدموية ويكثر النشاط . ويعمل الكبد الذي يعتبر مركز الدم ومصدر تكوينه ، بهمة ونشاط . ولذا يكثر الاندفاع وعدم التروي . ثم المرحلة التالية من سن 15 إلى 35 وهي سن الرجولة وتظهر فيها الغلبة للمرة الصفراء وفيها حدة الفهم والذكاء والشجاعة والحيطة . وفي سن الكهولة ( 35 - 55 ) تظهر الغلبة للمرة السوداء . وفيها الصمت والتفكير والتثبت والنظر في العواقب . وفي سن الشيخوخة ( 55 إلى أرذل العمر ) تكون الغلبة للبلغم وتزداد علامات العجز والفتور بالتدريج ، ويبدأ الثقل والنسيان والسكون . ويظهر الحلم واللين .
[2] وفي بعض النسخ هكذا : ثم يدخل في الحالة الرابعة وهي سلطان البلغم وهي الحالة التي لا يتحول عنها ما بقي وقد دخل في الهرم حينئذ وغاية الشباب واستنكر كل شئ كان يعرف من نفسه حتى صار ينام عند القوم ويسهر عند النوم ويذكر ما تقدم وينسى ما يحدث به ويكثر من حديث النفس ويذهب ماء الجسم ويقل نبت شعره وأظفاره ولا يزال جسمه في انعكاس وإدبار ما عاش لأنه في سلطان البلغم وهو بارد جامد . هذه علامات هامة للشيخوخة ذكرها الإمام الرضا . ومن علامات مرض الخرف Dementia الذي قد يحدث في سن مبكرة نسبيا مثل مرض الزهايمر Alzeheimer أن يذكر ما تقدم وينسى ما يحدث ( أي يفقد ذاكرته للأشياء الحديثة بينما يحتفظ بذاكرته للأشياء المتقادمة . وهذا أيضا ما يحدث في عصاب كورساكوف ) . ثم يضطرب النوم فينام عند القوم ويسهر عند النوم . ويضعف الجسم والقوى العقلية ، حتى يفقد قدرته على التمييز . . وقد يحفظ الله أشخاصا مع بلوغهم سن التسعين أو المائة . وخاصة في عقولهم وذاكرتهم . وقد ورد عن بعض الصالحين المعمرين أنه قال : ( حفظناها في الصغر فحفظها علينا في الكبر ) أي حفظوا جوارحهم من الآثام والذنوب والموبقات في الصغر فحفظها الله عليهم في الكبر .

182

نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست