نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 40
عالجناه بالتسخين ، وذلك موجود في العسل . فإن كان يحتاج مع ذلك إلى استفراغ المادة الباردة ، فالعسل أيضا يفعل في ذلك لما فيه : من الانضاج والتقطيع ، والتلطيف ، والجلاء ، والتليين . فيحصل بذلك استفراغ تلك المادة : برفق ، وأمن من نكاية المسهلات القوية . وأما الكي : فلان كل واحد من الأمراض المادية ، إما أن يكون حادا [1] : فيكون سريع الافضاء [2] لاحد الطرفين ، فلا يحتاج إليه فيه . وإما أن يكون مزمنا ، وأفضل علاجه بعد الاستفراغ : الكي في الأعضاء التي يجوز فيها الكي . لأنه لا يكون مزمنا إلا عن مادة باردة غليظة : قد رسخت في العضو ، وأفسدت مزاجه ، وأحالت جميع ما يتصل إليه إلى مشابهة جوهرها ، فيشتعل [3] في ذلك العضو . فيستخرج بالكي تلك المادة ، من ذلك المكان الذي هي [4] فيه ، بإفناء الجزء الناري الموجود : بالكي لتلك المادة . فتعلمنا بهذا الحديث الشريف أخذ معالجة الأمراض المادية جميعها ، كما استنبطنا معالجة الأمراض الساذجة من قوله صلى الله عليه وسلم : " إن شدة الحمى من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء " . ( فصل ) وأما الحجامة ، ففي سنن ابن ماجة - من حديث جبارة [5] بن المغلس ، وهو ضعيف ، عن كثير بن سليم - قال : سمعت أنس بن مالك ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما مررت ليلة أسرى بي بملا ، إلا قالوا : يا محمد ، مر أمتك بالحجامة " [6] . وروى الترمذي في جامعه - من حديث ابن عباس - هذا الحديث ، وقال فيه : " عليك بالحجامة يا محمد " [7] .
[1] كذا بالأصل والزاد . وهو صحيح . [2] كذا بالأصل . وفى الزاد : " الانقضاء " . ولعله تحريف . [3] عبارة الأصل : " ما يتصل . . . فيستعمل " . وعبارة الزاد ( ص 80 ) : " ما يصل . . فيشتعل " . [4] كذا بالأصل أي : المادة . وفى الزاد : " هو " . وهو صحيح : من حيث إن المادة مرض . [5] كذا بالأصل . وفى الزاد : ( جنادة ) . وهو تصحيف . انظر : تهذيب التهذيب ( 2 / 57 ) ، والخلاصة ( ص 55 ) . [6] فيه غير جبارة - الذي ضعفه - ضعيف آخر ، هو : كثير بن سليم . اه ق . [7] أخرجه : أحمد ، والحاكم . وفى إسناده : عباد بن منصور ، وهو ضعيف . اه ق .
40
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 40