نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 249
باعتدال : جلى الأسنان ، وقوى العمود ، وأطلق اللسان ، ومنع الحفر ، وطيب النكهة ، ونقى الدماغ ، وشهى الطعام . وأجود ما استعمل مبلولا بماء الورد ، ومن أنفعه : أصول الجوز ، قال صاحب التيسير : " زعموا أنه إذا استاك به المستاك كل خامس من الأيام : نقى الرأس . وصفى الحواس ، وأحد الذهن " . وفى السواك عدة منافع : يطيب الفم ، ويشد اللثة ، ويقطع البلغم ، ويجلو البصر ، ويذهب بالحفر ، ويصح المعدة ، ويصفى الصوت ، ويعين على هضم الطعام ، ويسهل مجارى الكلام ، وينشط للقراءة والذكر والصلاة ، ويطرد النوم ، ويرضى الرب ، ويعجب الملائكة ، ويكثر الحسنات . ويستحب كل وقت . ويتأكد : عند الصلاة ، والوضوء ، والانتباه من النوم ، وتغير رائحة الفم . ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت : لعموم الأحاديث فيه ، ولحاجة الصائم إليه ، ولأنه مرضاة للرب : ( ومرضاته ) [1] مطلوبة في الصوم أشد من طلبها في الفطر . ولأنه مطهرة للفم ، والطهور للصائم من أفضل أعماله . وفى السنن ، عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه ، قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصى ، يستاك : وهو صائم " . وقال البخاري : قال ابن عمر : " يستاك أول النهار وآخره " . وأجمع الناس : على أن الصائم يتمضمض وجوبا واستحبابا . والمضمضة أبلغ من السواك . وليس لله غرض في التقرب إليه بالرائحة الكريهة ، ولا هي من جنس ما شرع التعبد به . وإنما ذكر " طيب الخلوف عند الله يوم القيامة " : حثا منه على الصوم ، لا حثا على إبقاء الرائحة . بل : الصائم أحوج إلى السواك من المفطر . وأيضا : فإن رضوان الله أكبر من استطابته لخلوف في الصائم .