نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 191
< فهرس الموضوعات > هدى النبي صلى الله عليه وسلم في يقظته < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > تدبير الحركة والسكون ( الرياضة وأنواعها ) < / فهرس الموضوعات > إليه ، والتوكل عليه . فإن من أسند ظهره إلى ركن وثيق : لم يخف السقوط . ولما كان للقلب قونان ؟ : قوة الطلب وهى الرغبة ، وقوة الهرب وهى الرهبة ، وكان العبد طالبا لمصالحه ، هاربا من مضاره - : جمع الامرين في هذا التفويض والتوجه ، فقال : " رغبة ورهبة إليك " . ثم أثنى على ربه : بأنه لا ملجأ للعبد سواه ، ولا منجاله منه غيره ، فهو الذي يلجأ إليه العبد : لينجيه من نفسه . كما في الحديث الآخر : " أعوذ برضاك من سخطك ، وبعوفك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك " . فهو سبحانه الذي يعيذ عبده ، وينجيه من بأسه الذي بمشيئته وقدرته ، فمنه البلاء ومنه الإعانة ، ومنه ما يطلب النجاة منه ، وإليه الالتجاء في النجاة . فهو الذي يلجأ إليه في أن ينجى مما منه ، ويستعاذ به مما منه . فهو رب كل شئ ، ولا يكون شئ إلا بمشيئته . ( وإن يمسسك الله بضر : فلا كاشف له إلا هو ) ، ( قل : من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا ، أو أراد بكم رحمة ) . ثم ختم الدعاء بالاقرار بالايمان بكتابه ورسوله ، الذي هو ملاك النجاة والفوز في الدنيا والآخرة . فهذا هديه في نومه : لو لم يقل : إني رسول ، لكا * ن ( ؟ ) شاهد - في هديه - ينطق ( فصل ) وأما هديه في يقظته : فكان يستيقظ إذا صاح الصارخ - وهو الديك - فيحمد الله تعالى ويكبره ، ويهلله ويدعوه ، ثم يستاك ، ثم يقوم إلى وضوئه ، ثم يقف للصلاة بين يدي ربه : مناجيا له بكلامه ، مثنيا عليه ، راجيا له ، راغبا راهبا . فأي حفظ لصحة القلب والبدن والروح والقوى ، ولنعيم الدنيا والآخرة - فوق هذا ؟ ! . ( فصل ) وأما تدبير الحركة والسكون - وهو الرياضة - فنذكر منها فصلا يعلم منه مطابقة هديه في ذلك ، لأكمل أنواعه وأحمدها وأصوبها . فنقول : من المعلوم افتقار البدن - في بقائه - إلى الغذاء والشراب . ولا يصير الغذاء بجملته جزءا من البدن ، بل لا بد أن يبقى منه عند كل هضم بقية ما : إذا كثرت على ممر الزمان اجتمع منها شئ له كمية وكيفية ، فيضر بكميته : بأن يسد ويثقل البدن ، ويوجب أمراض
191
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 191