responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 151


محبة واشتياقا إلى لقاء ربه : كتب في ديوان المحبين المخلصين .
وفى مسند الإمام أحمد والترمذي - من حديث محمود بن لبيد يرفعه - : " إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضى فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " ، زاد أحمد : " ومن جزع فله الجزع " .
ومن [1] علاجها : أن يعلم أنه وإن بلغ في الجزع غايته ، فآخر أمره إلى صبر الاضطرار .
وهو غير محمود ولا مثاب .
قال بعض الحكماء : " العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ، ما يفعله الجاهل بعد أيام .
ومن لم يصبر صبر الكرام ، سلا سلو البهائم " . وفى الصحيح مرفوعا : " الصبر عند الصدمة الأولى " . وقال الأشعث بن قيس : " إنك إن صبرت إيمانا واحتسابا ، وإلا سلوت سلو البهائم " .
ومن علاجها : أن يعلم أن أنفع الأدوية له موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضيه له ، وأن خاصية المحبة وسرها موافقة المحبوب . فمن ادعى محبة محبوب ، ثم سخط ما يحبه وأحب ما يسخطه [2] - : فقد شهد على نفسه بكذبه ، وتمقت إلى محبوبه .
وقال أبو الدرداء : " إن الله إذا قضى قضاء ، أحب أن يرضى به " . وكان عمران ابن الحصين ، يقول في علته : " أحبه إلي : أحبه إليه " . وكذلك قال أبو العالية .
وهذا دواء وعلاج لا يعمل إلا مع المحبين ، ولا يمكن كل أحد أن يتعالج به .
ومن علاجها : أن يوازن بين أعظم اللذتين والتمتعين وأدومهما : لذة تمتعه بما أصيب به ، ولذة تمتعه بثواب الله له . فإن ظهر له الرجحان ، فآثر الراجح : فليحمد الله على توفيقه .
وإن آثر المرجوح من كل وجه : فليعلم أن مصيبته في عقله وقلبه ودينه ، أعظم من مصيبته التي أصيب ما ؟ ؟ في دنياه .
ومن علاجها : أن يعلم أن الذي ابتلاه بها : أحكم الحاكمين ، وأرحم الراحمين ، وأنه



[1] بالزاد : من . والنقص من الناسخ أو الطابع .
[2] كذا بالزاد . وفى الأصل : يسخط . وهو مع صحته تحريف .

151

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست