نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 129
القدح في الأرض ، ثم يصب على رأس الرجل الذي يصيبه ( العين ) [1] ، من خلفه ، صبة واحدة . والعين عينان : عين إنسية ، وعين جنية . فقد صح عن أم سلمة : " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، رأى في بيتها جارية في وجهها سعفة ، فقال : استرقوا لها ، فإن بها النظرة " [2] . قال الحسين بن مسعود الفراء : وقوله " سعفة " أي : نظرة ، يعنى من الجن . يقول : بها عين أصابتها من نظر الجن ، أنفذ من أسنة الرماح . ويذكر عن جابر - يرفعه - : " إن العين لتدخل الرجل القبر ، والجمل القدر " [3] . وعن أبي سعيد : " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يتعوذ من الجان ، ومن عين الانسان " [4] . فأبطلت طائفة - ممن قل نصيبهم من السمع والعقل - أمر العين ، وقالوا : إنما ذلك أوهام لا حقيقة لها . وهؤلاء من أجهل الناس بالسمع والعقل ، ومن أغلظهم حجابا ، وأكثفهم طباعا ، وأبعدهم من معرفة الأرواح والنفوس وصفاتها ، وأفعالها وتأثيراتها . وعقلاء الأمم - على اختلاف مللهم ونحلهم - لا تدفع أمر العين ولا تنكره : وإن اختلفوا في سببه ، ووجهة [5] تأثير العين . فقالت طائفة : إن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة ، انبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين ، فيتضرر . قالوا : ولا يستنكر هذا ، كما لا يستنكر انبعاث قوة سمية من الأفعى ، تتصل بالانسان فيهلك . وهذا أمر قد اشتهر عن نوع من الأفاعي : أنها إذا وقع بصرها على الانسان هلك ، فكذلك العائن . وقالت فرقة أخرى : لا يستبعد أن ينبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية ، فتتصل بالمعين وتتخلل مسام جسمه ، فيحصل له الضرر .
[1] زيادة عن الزاد . [2] أخرجه البخاري ومسلم والحاكم وأبو نعيم والإسماعيلي في مستخرجيهما والطبراني اه ق . [3] أخرجه البزار بسند حسن بمعناه اه ق . [4] أخرجه الترمذي وحسنه ، والنسائي اه ق . [5] كذا بالزاد . وفى الأصل : وجهة . ولعله تحريف . ( 9 - الطب النبوي )
129
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 129