نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 89
الرطوبات والفضلات واحتقان الدم ، أولى . وهذا في غاية القوة ، فالمصير إليه أولى . وأول من حفظ عنه في الاسلام أنه تكلم بهذه اللفظة - فقال : مالا نفس له سائلة . - إبراهيم النخعي رضي الله عنه ، وعنه تلقاها الفقهاء . والنفس في اللغة يعبر بها : عن الدم . ومنه " نفست المرأة " بفتح النون : إذا حاضت ، و " نفست " بضمها : إذا ولدت . وأما المعنى الطبي ، فقال أبو عبيد : " معنى " امقلوه " : اغمسوه ليخرج الشفاء منه ، كما خرج الداء . يقال للرجلين : هما يتماقلان ، إذا تغاطا في الماء " . واعلم أن في الذباب عندهم قوة سمية يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه ، وهى بمنزلة السلاح . فإذا سقط فيما يؤذيه : اتقاه بسلاحه . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم : أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله سبحانه في جناحه الآخر من الشفاء ، فيغمس كله في الماء والطعام ، فيقابل المادة السمية المادة النافعة ، فيزول ضررها . وهذا طب لا يهتدى إليه كبار الأطباء وأئمتهم ، بل هو خارج من مشكاة النبوة . ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق ، يخضع لهذا العلاج ، ويقر لمن جاء به : بأنه أكمل الخلق على الاطلاق ، وأنه مؤيد بوحي إلهي خارج عن القوى البشرية . وقد ذكر غير واحد من الأطباء : أن لسع الزنبور والعقرب إذا دلك موضعه بالذباب : نفع منه نفعا بينا وسكنه . وما ذاك إلا للمادة التي فيه من الشفاء . وإذا دلك به الورم الذي يخرج في شعر العين ، المسمى شعرة - بعد قطع رؤوس ( ؟ ) الذباب - : أبرأه . فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج البثرة ذكر ابن السنى في كتابه ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم - وقد خرج في إصبعي بثرة - فقال : عندك ذريرة ؟ قلت : نعم . قال : ضعيها عليها . وقال : قولي : اللهم مصغر الكبير ، ومكبر الصغير ، صغر مابى " [1] . .
[1] وأخرجه أيضا الحاكم ، وقال : " صحيح الاسناد ولم يخرجاه . وأقره الذهبي . اه ق
89
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 89