نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 81
وهو أصل في حفظ الصحة . بل علم الطب كله يستفاد من هذا . وفي استعمال ذلك وأمثاله في الأغذية والأدوية ، إصلاح لها وتعديل ، ودفع لما فيها : من الكيفيات المضرة ، لما يقابلها وفى ذلك عون على صحة البدن وقوته وخصبه . قالت عائشة رضي الله عنها : " سمنوني بكل شئ ، فلم أسمن . فسمنوني بالقثاء والرطب ، فسمنت " . وبالجملة : فدفع ضرر البارد بالحار ، والحار بالبارد ، والرطب باليابس ، واليابس بالرطب ، وتعديل أحدهما بالآخر - : من أبلغ أنواع العلاجات وحفظ الصحة . ونظير هذا ما تقدم : من أمره بالسنا والسنوت ، وهو : العسل الذي فيه شئ من السمن يصلح به السنا ويعدله . فصلوات الله وسلامه على من بعث بعمارة القلوب والابدان ، وبمصالح الدنيا والآخرة . فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الحمية الدواء كله شيئان : حمية ، وحفظ صحة . فإذا وقع التخليط : احتيج إلى الاستفراغ الموافق . وكذلك مدار الطب كله على هذه القواعد الثلاث . والحمية حميتان : حمية عما يجلب المرض ، وحمية عما يزيده ، فيقف على حاله . فالأولى : حمية الأصحاء . والثانية : حمية المرضى . فإن المريض إذا احتمى : وقف مرضه عن التزايد ، وأخذت القوى في دفعه . والأصل في الحمية قوله تعالى : ( وإن كنتم مرضى ، أو على سفر ، أو جاء أحد منكم من الغائط ، أو لامستم النساء ، فلم تجدوا ماء ، فتيمموا صعيدا طيبا ) ، فحمى المريض من استعمال الماء : لأنه يضره . وفى سنن ابن ماجة وغيره ، عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية ، قالت : " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه علي ، وعلي ناقة من مرض ، ولنا دوال معلقة . فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 6 - الطب النبوي )
81
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 81