responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 56


فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج عرق النساء روى ابن ماجة في سننه - من حديث محمد بن سيرين عن أنس بن مالك - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " دواء عرق النساء : ألية شاة أعرابية تذاب ، ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ، ثم تشرب على الريق : في كل يوم جزء " [1] .
عرق النساء : وجع يبتدئ من مفصل الورك ، وينزل من خلف على الفخذ ، وربما امتد على الكعب . وكلما طالت مدته : زاد نزوله ويهزل معه الرجل والفخذ .
وهذا الحديث فيه معنى لغوى ، ومعنى طبي .
فأما المعنى اللغوي : فدليل على جواز تسمية هذا المرض : بعرق النساء ، خلافا لمن منع هذه التسمية ، وقال : النساء هو العرق نفسه ، فيكون من باب إضافة الشئ إلى نفسه .
وهو ممتنع .
وجواب هذا القائل من وجهين : ( أحدهما ) : أن العرق أعم من النساء ، فهو من باب إضافة العام إلى الخاص . نحو : كل الدراهم ( أ ) [2] وبعضها . ( الثاني ) : أن النساء هو المرض الحال بالعرق ، والإضافة فيه من باب إضافة الشئ إلى محله وموضعه [3] . قيل : وسمى بذلك : لان ألمه ينسى ما سواه . وهذا العرق ممتد من مفصل الورك ، وينتهى إلى آخر القدم وراء الكعب ، من الجانب الوحشي فيما بين عظم الساق والوتر .
وأما المعنى الطبي ، فقد تقدم : أن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم نوعان ، ( أحدهما ) : عام بحسب الأزمان والأماكن ، والاشخاص والأحوال . ( والثاني ) : خاص بحسب هذه الأمور أو بعضها . وهذا من هذا القسم : فإن هذا خطاب للعرب وأهل الحجاز ومن جاورهم ، ولا سيما أعراب البوادي . فإن هذا العلاج من أنفع العلاج لهم ، فإن هذا المرض : يحدث من يبس ، وقد يحدث من مادة غليظة لزجة . فعلاجها بالاسهال . " والالية " فيها



[1] وأخرجه : أحمد ، والحاكم في صحيحه . اه‌ ق
[2] زيادة : عن الزاد ( ص 86 ) .
[3] كذا بالزاد . وفى الأصل : " وموضوعه " ، وهو تحريف .

56

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست