نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 324
وقال بعض أهل النظر : " قطعت في ثلاث مجالس ، فلم أجد لذلك علة : إلا أنى أكثرت من أكل الباذنجان في أحد تلك الأيام ، ومن الزيتون في الآخر ، ومن الباقلا في الثالث " . ( فصل ) قد أتينا على جمل نافعة من أجزاء الطب العلمي ، لعل الناظر فيها لا يظفر بكثير منها إلا في هذا الكتاب . وأريناك قرب ما بينها وبين الشريعة ، وأن الطب النبوي : نسبة طب الطبائعيين إليه ، أقل من نسبة طب العجائز إلى طبهم . والامر فوق ما ذكرناه ، وأعظم مما وصفناه بكثير . ولكن : فيما ذكرناه تنبيه باليسير على ما وراءه . ومن لم يرزقه الله بصيرة على التفصيل ، فليعلم ما بين القوة المؤيدة بالوحي من عند الله ، والعلوم التي رزقها الله الأنبياء ، والعقول والبصائر التي منحهم الله إياها ، وبين ما عند غيرهم . ولعل قائلا يقول : ما لهدى [1] الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما لهذا ( الباب ) وذكر قوى الأدوية وقوانين العلاج ، وتدبير أمر الصحة ؟ ! . وهذا من تقصير هذا القائل ، في فهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . فإن هذا وأضعافه ، وأضعاف أضعافه - : من فهم بعض ما جاء به ، وإرشاده إليه ، ودلالته عليه . وحسن الفهم عن الله ورسوله : من يمن الله به على من يشاء من عباده . فقد أوجدناك أصول الطب الثلاثة في القرآن . وكيف تنكر أن تكون شريعة المبعوث بصلاح الدنيا والآخرة ، مشتملة على صلاح الأبدان : كاشتمالها على صلاح القلوب ، وأنها مرشدة إلى حفظ صحتها ، ودفع آفاتها ، بطرق كلية : قدو كل تفصيلها إلى العقل الصحيح والفطرة
[1] بالزاد - والزيادة الآتية عنه - : لهذا . ولعله تصحيف .
324
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 324