نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 2
ومرض القلوب نوعان : مرض شبهة وشك ، ومرض شهوة وغى . وكلاهما في القرآن ، قال تعالى في مرض الشبهة : ( في قلوبهم مرض ، فزادهم الله مرضا ) ، وقال تعالى : ( وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون : ماذا أراد الله بهذا مثلا ؟ ) ، وقال تعالى في حق من دعى إلى تحكيم القرآن والسنة ، فأبى وأعرض : ( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم : إذا فريق منهم معرضون . وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين . أفى قلوبهم مرض ؟ أم ارتابوا ؟ أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ؟ بل أولئك هم الظالمون ) . فهذا مرض الشبهات والشكوك . وأما مرض الشهوات ، فقال تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ، إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) . فهذا مرض شهوة الزنا . والله أعلم . ( فصل ) وأما مرض الأبدان ، فقال تعالى : ( ليس على الأعمى حرج ، ولا على الأعرج حرج ، ولا على المريض حرج ) . وذكر مرض البدن في الحج والصوم والوضوء ، لسر بديع : يبين لك عظمة القرآن ، والاستغناء به لمن فهمه وعقله ، عن سواه . وذلك : أن قواعد طب الأبدان ثلاثة : حفظ الصحة ، والحمية عن المؤذى ، واستفراغ المواد الفاسدة . فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة ، في هذه المواضع الثلاثة ، فقال في آية الصوم [1] : ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر : فعدة من أيام أخر ) ، فأباح الفطر للمريض : لعذر المرض ، وللمسافر : طلبا لحفظ صحته وقوته ، لئلا يذهبها الصوم في السفر : لاجتماع شدة الحركة ، وما يوجبه : من التحليل وعدم الغذاء الذي يخلف ما تحلل ، فتخور القوة وتضعف . فأباح للمسافر الفطر : حفظا لصحته وقوته ، عما يضعفها . وقال في آية الحج : ( فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) ، فأباح للمريض ومن به أذى من رأسه - : من قمل ، أو حكة ،
[1] كذا في الزاد ( ص 64 ) . وفى الأصل : " الطعام " .
2
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 2