يهتم بكثير من الواجبات بهذا المقدار الذي يهتم فيه بالسواك ، ونظافة الفم وهو مستحب ؟ ! . . والجواب عن ذلك واضح جداً . . فإن ضرورة الأسنان للإنسان لا يمكن تجاهلها ولا إنكارها من أحد . وهي نعمة لا يشعر الإنسان عادة بها أو بأهميتها إلا إذا فقدها . . مع أنه يستفيد منها كل يوم أكثر من مرة ، وأن أي ضرر يلحق بها يوقعه ولا شك في الضيق والحرج ، ويوجب اختلال أحواله جزئياً ، ويؤثر عليه تأثيراً لا يكاد يخفى . . ولعل من الأمور الواضحة : أن الأسنان الصناعية لا تستطيع حتى في أفضل حالاتها أن تقوم بوظيفة الأسنان الأصلية ، ولا هي من الكفاءة بحيث تؤمن لصاحبها راحته التي يتوخاها منها ، كما لو لم يكن قد فقد مثيلاتها الطبيعية . . كما أن من البديهي : أن الأسنان كما تساعد المعدة ، بتهيئة الطعام لها ، وجعله في وضع يكون قابلاً للهضم ، أو على الأقل تجعل هضمه أيسر مما لو بقي في حالته الأولى . . كذلك هي تساعد الإنسان في المنطق ، ويؤثر فقدانها عليه بشكل ملحوظ . . وما علينا من أجل إثبات ذلك إلا أن نتذكر حالة من فقدوا أسنانهم ، ومدى ما يبذلونه من جهد من أجل جعل الطعام في وضع تتمكن معه المعدة من هضمه والاستفادة منه . . وكذلك مدى ما يبذلونه من جهد من أجل إخراج الكلمات بنحو تكون واضحة ومفهومة . . وعدا عن ذلك . . فإن اختلاف الوضع الطبيعي للأسنان ، ومرضها وموبوئيتها ، يؤدي في كثير من الأحيان إلى أمراض ومضاعفات سيئة في كثير من