وعياله » [1] . وفي نص آخر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « أغبوا في العيادة وأربعوا إلا أن يكون مغلوباً » [2] . فالمراد من هذه الرواية هو : أنه إذا كان المريض غير مغلوب ، فتأخروا في عيادته . . أما إذا كان مغلوباً فإنه يعاد يوماً ، ويوماً لا ، حسبما ورد في الرواية الأولى . . ويؤيده ما ورد في ذيلها أيضاً . لكن العلامة المجلسي ( رحمه الله ) يرى : أن المراد : أنه إذا كان مغلوباًَ فينبغي أن يترك المريض وعياله ، كما في الرواية الأولى . والمراد بأغبوا : العيادة له يوماً وتركه يوماً [3] . ونحن نستبعد ما ذكره ، فإنه إذا كان مغلوباً ، فإن العيادة تتأكد ، كما هو مقتضى الطبع والذوق والسليقة . . وأما إذا طالت العلة ، فإنه أمر آخر : ويناسب أن يترك المريض وعياله ، ليمكن لهم مباشرة خدمته ، وتحمل مشقاتها ، فلا يزيد في إحراجهم ، كما أن المريض نفسه لا يرى نفسه عبئاً على غيره ، ولا يضطر لان يتطلب من عياله ما ربما لا يكون لديهم ميل إلى تحمله
[1] الكافي ج 3 ص 117 والوسائل ج 2 ص 638 وسفينة البحار ج 2 ص 285 ومستدرك الوسائل ج 1 ص 84 والبحار ج 81 ص 226 وفي هامشه عن مكارم الأخلاق ص 414 . وقد احتمل البعض : أن المراد : أن العيادة لا تكون في مرض لا يستمر ثلاثة أيام . . ولكن هذا الاحتمال في غير محله ، ولا سيما بملاحظة ذيل الرواية ، وبملاحظة رواية ، أغبوا في العيادة وأربعوا ، فإنها ظاهرة فيما ذكرناه . [2] أمالي الطوسي ج 2 ص 253 ومستدرك الوسائل ج 1 ص 84 وسفينة البحار ج 2 ص 285 والبحار ج 81 ص 222 عن الأول ، وعن الجوهري ، والنهاية وميزان الحكمة ج 9 ص 129 عن كنز العمال الحديث رقم 25153 ورقم 25161 من دون ذكر الاستثناء . [3] البحار ج 81 ص 223 .