تخرج في جيش كذا وكذا ، فلم يأذن لها ، فقالت : يا رسول الله ، إنه ليس أريد أن أقاتل ، وإنما أريد أن أداوي الجرحى والمرضى ، أو أسقي المرضى ؟ ! قال : لولا أن تكون سنة ، ويقال : فلانة خرجت لأذنت لك ، ولكن اجلسي [1] . وروي بهذا المضمون له ( صلى الله عليه وآله ) مع أم كبشة القضاعية [2] . . 2 - كما أنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يأذن لام ورقة الأنصارية بالغزو معه ، لمداواة الجرحى ، وتمريض المرضى [3] . ولكن الحقيقة هي : أن هذا لا يضر في دلالة كل ما سبق ، بل هو مؤيد له ، لأنه قد علل منعه لها في الأولى بأنه : لا يحب أن يكون ذلك سنة ، فهو لا يحب أن تجري العادة على إخراجهن في الغزو كذلك ، ولولا ذلك لأذن لهن . وأما بالنسبة لأم ورقة ، فإنه لم يظهر لنا الوجه في منعها ، ولعله لخصوصية ترتبط بها ، لا لأجل ان ذلك غير جائز للنساء مطلقاً . وهكذا . . يتضح : أنه يمكن دعوى : أن السيرة كانت جارية في زمن الرسول على تمريض النساء للرجال . .
[1] مجمع الزوائد ج 5 ص 323 وقال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، ورجالهما رجال الصحيح ، وحياة الصحابة ج 1 ص 618 عن المجمع . . [2] الإصابة ج 4 ص 487 والتراتيب الإدارية ج 2 ص 115 . [3] الإصابة ج 4 ص 505 والاستيعاب بهامشها نفس الجلد والصفحة ، والتراتيب الإدارية ج 1 ص 47 عن طبقات ابن سعد ، وعن السيوطي في المجمع ، وعزاه لابن راهويه ، وأبي نعيم في الحلية ، والبيهقي ، قال : وروى أبو داود بعضه ، ومسند أحمد ج 6 ص 605 وسنن أبي داود كتاب الصلاة ص 61 .