الكريمة السامية ، وتضافرت عليه النصوص والآثار بالنسبة لغير المريض أيضاً ، فكيف بالنسبة إليه . 2 - أن لا يكون ثمة تمييز بين الغني والفقير - سواء في قبول المستشفى لهما ، أم في العناية والخدمات التي يفترض بالمستشفى والممرض أن يقدمها لكل منهما ، وقد تقدم ما يشير إلى ذلك في الفصل السابق . 3 - أن يكون الممرض نظيفاً حسن المظهر ، بالإضافة إلى الاهتمام البالغ بالنظافة سواء بالنسبة للمريض ، أو المستشفى بصورة عامة ، ثم تصريفه لجميع الشؤون المطلوبة منه ، والتي يحتاج المستشفى إلى تصريفها بالسرعة الممكنة ، والاتقان والجد اللازمين . 4 - إنه لا بد للذين يشرفون على المريض من أن لا يديموا النظر إليه ، وأن لا يسمعوه الاستعاذة من البلاء فإن ذلك يجعله يلتفت إلى نفسه ، وما حاق بها من بلاء - ولا سيما إذا كان مبتلى بعاهة ظاهرة - ويعتبر أن هذا النظر إليه إنما هو ليتجلى للناظر ذلك النقص الذي يحب هو إخفاءه . ولا بد وأن يقايس هذا المبتلى بين النقص الذي يحيق به ، وبين كمال ذلك الناظر إليه ، وهنا لا بد وأن يتملكه حزن عميق ، وشعور قوي بالمرارة والكآبة . . وقد « كان محمد بن علي لا يسمع المبتلى الاستعاذة من البلاء » [1] والمراد بمحمد بن علي الإمام الباقر ( عليه السلام ) . وروي عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : « لا تنظروا إلى أهل البلاء ؛ فإن
[1] البيان والتبيين ج 3 ص 280 و 158 وعيون الأخبار ج 2 ص 208 .