responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الآداب الطبية في الإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 124


ثم هناك حكاية الرجل الذي بنى قصراً ، ثم صنع طعاماً ، فدعا إليه الأغنياء ، وترك الفقراء ، فإذا جاء الفقير قيل له : إن هذا الطعام لم يصنع لك ، ولا لأشباهك . . فجاء ملكان في زي الفقراء فمنعا ، ثم جاءا في زي الأغنياء فسمح لهما بالدخول ، فأمرهما الله بخسف المدينة بمن فيها [1] .
والروايات في مدح الفقراء ، ومحبة الله لهم ، وأنه ينبغي الاهتمام بشأنهم وملاحظة أحوالهم كثيرة .
وأخيراً . . فإن حكم العقل ، والفطرة ، والأخلاق الفاضلة ، لا يفرق بين غني ، وفقير ، ولا بين كبير وصغير . . هذا . . إن لم نقل أن إكرام الغني لغناه ليس فيه إكرام للإنسان والإنسانية ، بل هو يعبر عن رذالة في الطبع ، وخسة في النفس ، وانحطاط أخلاقي مرعب وخطير .
وإذا كان الفقير يعاني في أحيان كثيرة من الآلام النفسية أكثر من الجسدية حيث إنه يشعر بعقدة الفقر الذي ربما يتحول إلى حقد ، ثم من عقدة الخوف من عدم تمكنه من الحصول على أدنى ما يجب الحصول عليه - إذا كان كذلك - فإن القربة إلى الله تعالى تكون في مساعدته أكثر ، والنتيجة التي تترتب على هذه المساعدة أعظم وأكبر .
وقال علي بن العباس : إن على الطبيب : « أن يجدّ في معالجة المرضى ، ولا سيما الفقراء منهم ، ولا يفكر في الانتفاع المادي ، وأخذ الأجرة من هذه الفئة ، بل إذا استطاع أن يقدم لهم الدواء من كيسه هو فليفعل ، وإذا لم يفعل فليجدّ في معالجتهم ليلاً ونهاراً ، ويحضر إلى معالجتهم في كل



[1] سفينة البحار ج 2 ص 380 .

124

نام کتاب : الآداب الطبية في الإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست