أدخلوا العلم الطبي إليهم من مدرسة الإسكندرية - التي استمرت - كما يقول البعض [1] إلى أواخر القرن الأول الهجري - ولعل أول طبيب يوناني دخل رومية هو أركاجانوس بن ليزانياس سنة 192 قبل المسيح ، ثم سقط إلى الحضيض على إثر بعض أعماله الجراحية ، ثم عاد فدخلها من العلماء اليونانيين من كان له أثر كبير في نشر هذا العلم هناك [2] . 6 - الطب عند الفرس : قد تقدم أن البعض يقول : إن كهنة الفرس هم واضعو علم الطب . ويذكر وجدي : أن الطب كان عندهم مخلوطاً من الرقى والتعزيم ، وشئ من المبادئ الطبية العلمية . وإن تاريخ الطب عندهم يصعد إلى نحو القرن الرابع قبل المسيح ( عليه السلام ) ، وأصوله الأولية مذكورة في كتابهم المقدس زندافستا في الفصل المعنون به « فنديد » وخصوصاً تحت عنوان « فارجاد » ، وهو أحدث تاريخاً من كتب « الفيدا » الهندية المقدسة [3] . وكحصيلة لما تقدم ، فإن جورج سارتون يقول : إن في وسعنا أن نقرر : أن القسم الأكبر من المعارف الطبية يرجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد [4] . هذا . . ولأهمية جامعة جند يشابور في النهضة الإسلامية ، نرى أنه لا
[1] تاريخ طب در إيران ج 2 ص 13 . [2] دائرة معارف القرن العشرين ج 5 ص 664 / 665 وفي تاريخ العلم ص 215 - 320 بحث شامل عن الطب اليوناني الأبقراطي . . ولعل هذا التعمد في إظهار عظمة الطب اليوناني من أجل التقليل من أهمية النهضة الطبية الإسلامية العظمى التي أنست من قبلها وأعجزت من بعدها . [3] راجع : دائرة معارف القرن العشرين ج 5 ص 663 . [4] تاريخ العلم ج 1 ص 197 .