للمداواة » وقال : « وعليه أن يكون رحيماً ، بريء النظرة » [1] . وجاء في قسم أبقراط : « وأحفظ نفسي في تدبيري على الزكاة والطهارة » إلى أن قال : « وكل المنازل التي أدخلها ، إنما أدخل إليها لمنفعة المرضى ، وانا بحال خارجة عن كل جور وظلم ، وفساد إرادي مقصود إليه في سائر الأشياء ، وفي الجماع للنساء والرجال ، الأحرار منهم والعبيد » [2] . تجويز الإفطار للصائم ونحو ذلك : ونجد بعض الأطباء ، إذا جاءهم المريض في شهر رمضان مثلاً ، وكان صائماً فإنهم يبادرون إلى تجويز الإفطار له ، بل إنهم يوجبون عليه ذلك في كثير من الأحيان مع عدم وجود ضرورة تقتضي ذلك . . بل قد لا يكون هناك ضرورة أصلاً . . ومثل ذلك أمرهم له بالصلاة من جلوس مع قدرته على القيام ، وعدم الضرر فيه عليه ، وما أشبه ذلك . ونحن لا بد وأن نشير هنا : إلى أن الطبيب يتحمل مسؤولية في ذلك أمام الله تعالى ولأجل ذلك ، فإن عليه أن يتروى فيه ، ويحققه قبل أن يقدم عليه فلا يجوز له الإفطار أو الصلاة من جلوس مثلاً لأسباب تافهة لا تقتضي ذلك إلا إذا احتمل الحاجة إلى ذلك احتمالاً قوياً ، لأن المريض إنما يجوز له ان يأخذ بقوله ويستند إليه على اعتبار أنه من أهل الخبرة ، فلا بد وأن يستعمل خبرته في اكتشاف السبب الذي يحتم عليه ذلك ، والذي يعتمد عليه المكلف في عملية اكتشافه ، وتشخيصه .
[1] راجع : تاريخ طب در إيران ج 2 ص 457 عن كتاب كامل الصناعة الطبية الملكي . [2] عيون الأنباء ص 45 .