لم تصل بعد لديه إلى درجة النجاح ، وإما أنه يعطيه دواءً يعلم هو أنه لا ينفعه ، إن لم يكن فيه الكثير من الضرر له . . إما لأجل أن يحصل منه ومن أمثاله على المال ، أو من أجل الحفاظ على الشهرة الفارغة والصيت الاجوف ، أو لغير ذلك من أمور . ولا أقل من أن يفكر المريض والمراجع له هذا التفكير ، الذي يملك كل المبررات الموضوعية والأخلاقية ، يقول أبو الأسود الدؤلي : < شعر > يا أيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا * كيما يصح به وأنت سقيم < / شعر > وأما إذا كان الطبيب يجر الداء إلى نفسه ، فإن من الواضح أنه سوف لن يكون ناصحاً لغيره ، لأنه لن يحب غيره أكثر من محبته لنفسه ، ولن يستطيع أن يضر نفسه وينفع غيره ، ومن هنا فإن من حق كل أحد أن يشير إليه بأصابع الاتهام والشك ، وقد روي عن عيسى ( عليه السلام ) هذا المعنى ، قال ( عليه السلام ) في حديث : « فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه ، واعلموا : أنه غير ناصح لغيره » [1] . 1 - الرفق بالمريض 2 - حسن القيام عليه : ولا نرى أن ذلك يحتاج إلى بيان ، ويكفي أن نذكر : أنه قد ورد في بعض النصوص التعبير عن الطبيب ب « الرّفيق » من الرفق ، فعن علي ( عليه السلام ) : « كن كالطبيب الرفيق ، الذي يدع الدواء بحيث ينفع » [2] . وفي رواية عن الرضا ( عليه السلام ) قال : « سمعت موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، وقد
[1] البحار ج 2 ص 107 ح 5 و ج 73 ص 140 ، وقصار الجمل ج 2 ص 65 و ج 1 ص 197 عنه . [2] البحار ج 2 ص 53 عن مصباح الشريعة ، وقصار الجمل ج 2 ص 63 عن البحار .