والاعتداء بالتدليس وتزييف البغيض المقيت . 2 - ولا بد كذلك من تقوى الله في المريض ، لأن بتقوى الله لا يبقى غش ، ولا اعتداء ، ولا تزييف ، ولا يبقى أيضاً تساهل ، أو تعلل ، ولا يبقى كذلك أي لون من ألوان الرذيلة في داخل الإنسان ، وبتقوى الله يندفع الإنسان إلى القيام بواجباته الشرعية والإنسانية على النحو الأكمل والأفضل . . ولأجل ذلك نلاحظ أنه ( عليه السلام ) قد قدم الأمر بتقوى الله على الأمر بالنصح ، وبذل الجهد وليس ذلك عفوياً ، بل هو متعمد ومقصود ، ولا سيما في توجيه الطبيب الذي بيده راحة المرضى ، فهو إذن بأمس الحاجة إلى هذه التقوى : حتى لا يفرط فيما جعله الله مسؤولاً عنه . 3 - وبعد . . فإن « الله يحب عبداً إذا عمل عملاً أحكمه » كما روي عنه ( صلى الله عليه وآله ) حينا لحد سعد بن معاذ [1] ، كما أننا نجد في نصائح علي بن العباس : أن « على الطبيب أن يجد في معالجة المرضى ، وحسن تدبيرهم ، ومعالجتهم ، سواء بالغذاء أو بالدواء » [2] . النصح : حدوده وأبعاده : ومن الواضح : أن على الطبيب أن يمتنع هو أولاً عما يطلب من غيره الامتناع عنه عند الحاجة ، وأن يلتزم هو بالتوصيات قبل أن يطلب من غيره الالتزام بها . وإلا . . فإنه إذا لم يستطع أن يعالج نفسه قبل أن يعالج غيره ، فإنه يكون ولا شك غير ناصح لذلك الغير ، بل هو إما يجري عليه بعض تجاربه التي
[1] الفصول المهمة للحر العاملي ص 503 . [2] تاريخ طب در إيران ج 2 ص 457 .