وصناعتي على الزكاة والطهارة ، ولا أشق أيضاً عما في مثانته حجارة ، ولكن أترك ذلك إلى من كانت حرفته هذا العلم » [1] . 1 - الحذق 2 - الأمانة 3 - استجلاب الثقة : 1 و 2 - فالطبيب الحاذق هو الذي يستطيع أن يؤدي واجبه على النحو الأكمل والأفضل ، وهو بالتالي الذي يكون خطؤه أقل ، واستفادة المريض من خبراته أتم ، ومنفعته أعم . . وهو أقدر على الحصول على ثقة المريض ، واعتماده عليه ، وتسليمه له . . الأمر الذي يسهل عليه علاجه ، كما أنه يسهل على المريض الالتزام بنصائحه ، والعمل بتوجيهاته . بل إن على الطبيب نفسه أن يسعى للحصول على هذه الثقة ، كما يشير إليه ما روي عن الصادق ( عليه السلام ) : « كل ذي صناعة مضطر إلى ثلاث خصال يجتلب بها المكسب ، وهو أن يكون حاذقاً بعمله ، مؤدياً للأمانة فيه ، مستميلاً لمن استعمله » [2] . وقد لوحظ : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يتحرى لمعالجة بعض من جرح من أصحابه أطب الرجلين اللذين دعيا لهذا الغرض [3] . نعم . . وهذا هو المنسجم مع الفطرة ، ومع حكم العقل السليم ، والنصيحة للمسلمين . . ومن أولى منه ( صلى الله عليه وآله ) بذلك ، وبغيره من مكارم الأخلاق ومعاليها ؟ وبعد . . فقد قيل : إن الطب معناه الحذق بالأشياء ، وإن كان في غير
[1] عيون الأنباء ص 45 . [2] تحف العقول ص 238 والبحار ج 78 ص 236 . [3] موطأ مالك المطبوع مع تنوير الحوالك ج 3 ص 121 ، وزاد المعاد ج 3 ص 107 والطب النبوي لابن القيم ص 105 .