الطبيب أمام الواجب : إن من الواضح : أن المريض لا يستطيع أن يعلق آماله فيما هو فيه على أحد ، حتى على أقرب الناس إليه ؛ حتى ولده ، وأبويه ، لأنه يعرف : أنهم لا يملكون لإنقاذه حيلة ، ولا يجدون للتخفيف من آلامه سبيلاً . وإنما هو يتجه بآماله وتوقعاته إلى ذلك الذي أمره الله بمراجعته في حالات كهذه ، ألا وهو الطبيب العارف . . فالطبيب هو الذي يستطيع أن يقدم له معونة من نوع ما ، وهو الذي يمكنه أن يخفف من آلامه ، وينقذه مما هو فيه . . ومن البديهي : أن التداوي والرجوع إلى الطبيب لا ينافي التوكل ، كما لا ينافيه الأكل والشرب لدفع الجوع ، كما ذكروه [1] . وإذن . . فالطبيب يتحمل أعظم مسؤولية في هذا المجال . . سواء على صعيد تقديم العون المادي بالدواء والعلاج النافع . . أو على صعيد المعونة الروحية والنفسية ، فهو الذي يستطيع أن يبعث البهجة في نفس المريض ، وينعش فيه أملاً ، ويعيد إليه الثقة بالحياة وبالمستقبل .
[1] البحار ج 62 ص 77 وفتح الباري ج 10 ص 114 والطب النبوي لابن القيم ص 10 .