نام کتاب : هوامش على كتاب المرتضى لأبي الحسن الندوي الهندي ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 42
لمّا حضرت أبا طالب الوفاة جمع إليه وجوه قريش فأوصاهم فقال عليه السلام : « يا معشر قريش ، أنتم صفوة اللّه من خلقه وقلب العرب ، فيكم السيد المطاع ، وفيكم المقدام الشجاع الواسع الباع ، وأعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المآثر نصيباً إلا أحرزتموه ، ولا شرفاً إلا أدركتموه ، فلكم بذلك على الناس فضيلة ، ولهم به إليكم الوسيلة ، والناس لكم حرب ، وعلى حربكم إلب ، وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنيّة ( يعني الكعبة ) فإن فيها لمرضاة للربّ ، وقواماً للمعاش وثباتاً للوطاة ، صلوا أرحامكم ولا تقطعوها ، فإن صلة الرحم منسأة في الأجل وزيادة في العدد ، واتركوا البغي والعقوق ففيهما هلكت القرون قبلكم ، أجيبوا الداعي وأعطوا الطائل ، فإن فيهما شرف الحياة والمماة ، وعليكم بصدق الحديث وأداء الأمانة ، فإن فيها محبة في الخاص ومكرمة في العام . وإني أوصيكم بمحمّد خيراً فإنه الأمين في قريش ، والصِّدِّيقُ في العرب ، وهو الجامع لكلّ ما أوصيتكم به ، وقد جاءنا بأمر قبله الجَنانُ ، وأنكره اللّسان مخافة الشنآن . وَايْمُ اللّه ، كأني أنظر إلى صعاليك قريش وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته ، وصدّقوا كلمته ، وعظّموا أمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذناباً ، ودورها خراباً ، وضعفاؤها أرباباً ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ،
42
نام کتاب : هوامش على كتاب المرتضى لأبي الحسن الندوي الهندي ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 42