responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 77


ومنعوه وأتباعه من مخالفتهم وألزموه وإياهم بموافقتهم ، وتوعدوه بالقتل إن لم يفعل وقتلوا من الأئمة من لم يقبل ما طلبوا منه من موافقتهم ، ومن اتهموه بتبعية الإمام من المسلمين ، فكان اختلافهم في الشرعيات ناشئا عن مخالفتهم ما أراد الله من طاعة الإمام وفرعا على معصيته في حكمه المعين عليهم من تحري مخالفة الإمام فلم يكن الله ليريد منهم الاختلاف المسبب عن مخالفتهم مراده ولا ليرخص لهم فيه لأن أصل اختلافهم في أحكامه خروجهم عن طاعته في أمره وردهم عليه حكمه ، والله تعالى لا يرخص لأحد من الخلق في معصيته ورد أمره ولا في أصل ذلك وفرعه ، فكانت حالنا غير حالهم ولم يكونوا مثلنا لأنا غير قادرين على إزالة المانع من إظهار الحق وهم متمكنون من إزالته ببذل الطاعة للإمام فافترقت الحال بيننا وبينهم ، فإن قالوا : فما منع الإمام من جهاد العدو ودفعهم ليتمكن من بيان الحق وما منع أتباعه من معونته على ذلك ؟ قلنا : المانع للجميع عن الأمرين كون أتباع الإمام في جميع الأوقات لقلتهم بالإضافة إلى مخالفيهم غير متمكنين من نصرة الإمام إلى حد يبلغ به الغلبة على أعدائه ودفعه الضرر عن نفوس أوليائه ليحصل له الإمكان من تعيين الحكم الواقعي فكان حكم الله في حقه وحقهم السكوت والكف فسبيلهم في هذه الحال سبيل المسلمين في مكة قبل الهجرة فإن الله أوجب عليهم الكف وترك الجهاد وأخبر عن ذلك عز وجل : [ ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة الآية ] [1] وذلك لضعف المسلمين يومئذ عن مدافعة المشركين ولزوم إتيان المشركين عليهم لو جاهدوهم لكثرتهم ، وقد علم جميع الناس أن من جاهد من أئمة الحق لإحياء الدين قهر وقتل أفظع قتلة ، وذلك لقلة ناصريه وسالم من قبله لكثرة خاذليه ولم يبلغ سيد أئمة الهدى مطلبه ولم يدرك مأربه من إقامة عمود الدين ،



[1] النساء : 77 .

77

نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست