نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 547
الثاني إنا وإن قلنا في علي ( عليه السلام ) من الشجاعة ما قلنا إلا أنه لم يقل منا أحد بأنه أقوى بأسا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولا أمضى منه عزيمة في إنفاذ أمر الله ، وقد علمت أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد بقي في مكة ثلاث عشرة سنة من بعد المبعث وهو يؤذي ويشتم ويكذب ويرتكب منه القبيح ويطلب قتله مع وجود جماعة عنده قد اتبعوه ومنهم علي ( عليه السلام ) لكن لا يقومون بقتال أعدائه فلم يكلفه الله بجهاد ولا أمره بقتال ، بل أمره بالكف وذم من أراد فتح باب الحرب هناك من أصحابه بقوله تعالى : [ ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة فلما كتب عليهم القتال تولوا ] [1] الآية فلما وجد الأعوان وحصل الناصر بعد الهجرة أمره الله بقتالهم ، فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أسوة [2] لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يجب عليه الكف عند عدم الناصر والجهاد في طلب حقه عند وجود المعاون ، لم يكن الله ليكلفه بما لم يكلف به النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيوجب عليه القتال بنفسه منفردا ، ولو جاز ذلك لوجب أن يكون أفضل من النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأن شدة المشقة في التكليف توجب زيادة الثواب وهذا باطل عندنا ، واعتقاده كفر صريح ، بل المحقق أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضل المخلوقات ، وأن تكليفه أشد مشقة من تكليف علي كوجوب المجاهرة بالحق ، ورفع التقية ، ووجوب صلاة الليل عليه ، وغير ذلك من خصائصه المذكورة في كتب الفقه قال علي ( عليه السلام ) ( إنما أنا عبد لمحمد ) لما قال له يهودي أنبي أنت ؟ وعلي ( عليه السلام ) لم يقعد عما وجب عليه فإنه طلب الناصر على ظالميه واستصرخ الناس للمعونة على