نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 508
حداثة السن وحبه بني عبد المطلب [1] وهو صريح في المطلوب لأن أولوية ( عليه السلام ) بالأمر لا يعلم إلا من جهة النص ، ثم إن الخبر متضمن لأمرين مخالفين لقول الخصوم . الأول إن القوم لم يكونوا ناظرين إذ منعوا عليا ( عليه السلام ) من خلافة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى مصلحة تعود إلى الدين وإنما هو لأمر راجع إلى هوى النفس وهو كون علي صغير السن ، ومحبا لبني عبد المطلب ، وإن الأولى بالخلافة من يكون كبير السن ويكون مبغضا لبني عبد المطلب ، وأي مصلحة للدين في هذا . الثاني إن القوم كانوا مبغضين لقرابة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بغضا شديدا حتى جعلوا بغضهم شرطا في الإمام وهذا يقتضي أنهم لم يقدموا من قدموه إلا لعلمهم بشدة بغضه لقرابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهذا عين ما تقوله الإمامية لا يزيدون عليه حرفا ، فأين قول ابن أبي الحديد وأمثاله : إن القوم لم يفعلوا ما فعلوا إلا النظر للدين ؟ وما باله يروي هذا الكلام ويغضي عن معناه كأنه لا يفهمه وهو أصرح من أن يخفى على مثله ؟ فالحمد لله الذي أظهر الحق لأهله . ومنها ما رواه عن أبي بكر الجوهري قال : وحدثني أبو زيد قال : حدثنا هارون بن عمر بإسناد رفعه إلى ابن عباس قال : تفرق الناس ليلة الجابية عن عمر فسار كل واحد مع ألفه ، ثم صادفت عمر تلك الليلة في مسيرنا فحادثته فشكى إلي تخلف علي عنه ، فقلت : لم يعتذر إليك ؟ قال : بلى ، فقلت : هو ما اعتذر به ، قال : يا بن عباس إن أول من ريثكم عن هذا الأمر أبو بكر إن قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوة ، قلت : لم
[1] شرح نهج البلاغة 2 / 7 و 5 / 50 مع اختلاف في بعض الألفاظ .
508
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 508