نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 487
هل المراد به يوم السقيفة أو يوم الشورى ؟ فقال : يوم السقيفة ، فقلت : إن نفسي لا تسامحني أن أنسب إلى الصحابة عصيان الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ودفع النص ، فقال : وأنا فلا تسامحني أيضا نفسي أن أنسب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى إهمال أمر الإمامة ، وأن يترك الناس فوضى سدى مهملين ، وقد كان لا يغيب عن المدينة إلا ويؤمر عليها أميرا وهو حي ليس بالبعيد عنها . فكيف لا يؤمر وهو ميت لا يقدر على استدراك ما يحدث ، ثم قال : ليس يشك أحد من الناس أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان عاقلا كامل العقل ، أما المسلمون فاعتقادهم فيه معلوم ، وأما اليهود والنصارى والفلاسفة فيزعمون أنه حكيم تام الحكمة ، سديد الرأي ، أقام ملة وشرع شريعة ، فاستجد ملكا عظيما بعقله وتدبيره ، وهذا الرجل العاقل الكامل يعرف طباع العرب وغرائزهم ، وطلبهم بالثارات الدخول [1] ولو بعد الأزمان المتطاولة ، ويقتل الرجل من القبيلة رجلا من بيت آخر فلا يزال أهل ذلك المقتول وأقاربه يطلبون القاتل ليقتلوه حتى يدركوا ثأرهم منه ، فإن لم يظفروا به ، قتلوا بعض أقاربه وأهله ، فإن لم يظفروا بأحدهم قتلوا واحدا أو جماعة من تلك القبيلة ، وإن لم يكونوا رهطه الأدنين ، والإسلام لم يحل طباعهم ولا غير هذه السجية المركوزة في أخلاقهم ، والغرائز بحالها فكيف يتوهم لبيب أن هذا العاقل وتر العرب وعلى الخصوص قريشا وساعده على سفك الدماء وإزهاق الأنفس وتقلد الضغائن ابن عمه الأدنى وصهره ، وهو يعلم أنه سيموت كما يموت الناس ويتركه بعده وعنده ابنته وعنده منها ابنان يجريان منه مجرى ابنين من ظهره حنوا عليهما ، ومحبة لهما ، ويعدل عنه في الإمرة بعده ولا ينص عليه ولا يستخلفه فيحقن دمه ودم بنيه وأهله باستخلافه ؟ ألا يعلم هذا العاقل الكامل أنه إذا