responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 468


الجمل وصفين والنهروان لأن عليا ( عليه السلام ) إذ ذاك لم يوص بالصبر ولم يصبر ، بل أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين بصريح النصوص ، ومنها ما سبق ذكره فوضع السيف في نحورهم ، وترك للسيدان لحومهم وجرعهم كؤس المنية بحدود المشرفية ، وإنما أمر بالصبر وصبر في تغلب الثلاثة على الأمر فهم المعينون بالضغن بلا مرية .
ومنها ما رواه عن أبي جعفر الإسكافي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دخل على فاطمة فوجد عليا نائما فذهبت تنبه فقال : ( دعيه فرب سهر له بعدي طويل ورب جفوة لأهل بيتي من أجله شديدة ) فبكت فقال : ( لا تبكي فإنكما معي وفي موقف الكرامة عندي ) [1] والتقرير قريب مما مر ولقد صح ما أخبر به النبي ( صلى الله عليه وآله ) من حصول الجفوة لأهل البيت في تأمر الثلاثة فإنهم لم يدعوا طليقا كيزيد بن أبي سفيان ومعاوية وابن أبي سرح ، ولا متهما ولا ظنينا كالوليد بن عقبة وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم وأشباه هؤلاء وأضرابهم ، ولا متهتكا في دينه معروفا بالهزل في الإسلام كأبي هريرة والمغيرة بن شعبة وأمثالها إلا ولوه ولاية ونال من جهتهم إمارة جيش أو بلد وجباية ، ولم يولوا أحدا من بني هاشم شيئا من ذلك بل ما زالوا يبعدونهم ، ويقصونهم ليكونوا محقورين ويهون أمرهم على الناس ، ويكونوا في زاوية الخمول فيصيروا منسيين غير مذكورين ، ومخفيين غير مشهورين ، كل ذلك ليخفى فضل علي ( عليه السلام ) لأن أهل البيت لو ظهروا لأظهروا فضله ، ونشروا مناقبه ، فمالت الناس إليه ، ورغب أهل الدين فيه ، فانعكس على القوم ما أرادوا واختل عليهم ما دبروا فلذا جفوهم وأقصوهم فكان ذلك من أجله ، وهذا يرشدك إلى بطلان ما اعتذر به ابن أبي الحديد وغيره تبعا لأسلافهم فقالوا : إن عليا



[1] نفس المصدر 4 / 107 .

468

نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 468
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست