responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 359


لقد أطال اليوم نجوى ابن عمه فبلغه ( صلى الله عليه وآله ) ذلك فجمع منهم قوما ثم قال : ( إن قائلا قال لقد أطال اليوم نجوى ابن عمه ، أما إني ما انتجيته ولكن الله انتجاه ) [1] فانظر إلى ما تضمنه هذا الفعل من الرفعة لعلي ( عليه السلام ) وعلو المنزلة التي تقصر عن تناول أدناها يد المتناول ، أوليس صريحا في أن عليا ( عليه السلام ) هو المخصوص بالعناية الإلهية بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤهل من الله تعالى :
للفيوضات القدسية ؟ أفليس في هذا إشارة بينة إلى أنه ( عليه السلام ) هو التالي للنبي ( صلى الله عليه وآله ) في الدرجة والمرشح من الله من بعده للرئاسة فهو الإمام بعده والخليفة ؟ ثم إن هذا الحديث كسابقة في الدلالة على أن بعض الصحابة يسؤهم ما كان يفعله النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعلي ( عليه السلام ) من التشريف والتفضيل ، وينكرون عليه ما يميزه به من التعظيم والتبجيل ، ويتهمونه في ذلك بأنه لحجبه إياه وميله إليه لا لأمر الله إياه بذلك ولذا قال في جوابهم : ( ما انتجيته ولكن الله انتجاه ) والمراد أن الله أمرني بنجواه وأن الله لا ينتجي أحدا ولا يخلو بأحد وإذا كانوا ينكرون على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فعله وقوله في علي ( عليه السلام ) وهو حي فهم إلى إنكار فعله به بعد وفاته أقرب ولمخالفة قوله فيه إذ ذاك أشد لزوال ما كانوا يحذرونه من عقوبته لقهره عليهم وقوته ويرشدك إلى هذا ترك عمر وأصحابه يوم السقيفة ذكر ما كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) خص به عليا ( عليه السلام ) من هذا الفعل وشبهه مما هو معلوم عند كل الصحابة بل تركهم ذكر علي بالمرة وإكثارهم من ذكر الغار والاحتجاج به لأبي بكر فمن كان هذا شأنهم لا يبعد منهم إنكار النص على علي ( عليه السلام ) إذ ليس ذلك إلا كإنكارهم مناقبه ذلك اليوم وقد حصل منهم كما ترى فأين



[1] شرح نهج البلاغة 9 / 173 عن مسند أحمد ورواه الترمذي 2 / 300 وفي كنز العمال 6 / 399 إن القائل هو أبو بكر ( رضي الله عنه ) وقال أخرجه الطبراني .

359

نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست