responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 28


يطيعوه وصار سببا لزيادة الفتن [1] وذهب أصحابنا الإمامية إلى أنه واجب على الله عقلا وهو المعتمد وعليه المعول ، ولنا في ذلك وجوه :
الأول : إن كل ما دل على وجوب النبوة من الفوائد التي من جملتها معاضدة النقل فيما يدل عليه العقل ، واستفادة الحسن والقبح في الأفعال التي لا يهتدي العقل إلى مواقعها وحفظ النوع الإنساني وتكميل أشخاصه وتعليم الأخلاق الفاضلة والسياسات الكاملة ورفع الاختلاف عنهم في أمر دينهم ودنياهم ، وغيرها مما ذكر هناك فهو دال على وجوب الإمامة لأنها خلافة عنها والإمام خليفة النبي في جميع منازله إلا في تلقي الوحي بلا واسطة أحد من البشر فإن ذلك مخصوص بالنبي ، ولو لم تجب الإمامة بعد النبوة لزالت فائدة البعثة لأن النبي إذا ارتحل من الدنيا إلى جوار الملك الأعلى ولم يجعل الله له خلفا يقوم بتلك المصالح ويقرر تلك الفوائد ويجمع الأمة عن شتات الكلمة رجع الناس بعد النبي إلى الاختلاف واستعمال الآراء المؤدي إلى الخلط في الدين ، وذهاب الألفة وتشتيت الكلمة لاستغناء كل برأيه واتباع كل مريد شئ هواه ، فيرجع الأمر من الصلاح إلى الفساد ، وتضعف قواعد شريعة النبي لكثرة الاختلاف فيها وتذل تلك الملة لافتراق أهلها وعدم تناصرهم كما نشاهده في هذا الزمان الذي منع الناس فيه أنفسهم اللطف بإخافة الإمام من استيلاء الكفرة اللئام على أهل الإسلام وإبطالهم أحكام شريعة سيد الأنام وقعود المسلمين عن جهادهم لعدم اجتماعهم وتعاونهم وما ذاك إلا لعدم رجوعهم إلى رئيس مطاع مأمون على الدين ، ومعلوم على هذا أن فوائد البعثة مع عدم نصب إمام لا تبقى بل تزول وتفنى فوجب على الله في حكمته نصب الإمام لإبقاء فوائد النبوة كما وجب في الحكمة إحداث النبوة لحصول تلك الفوائد والعقلاء يجزمون بأن ما وجب إحداثه لإدراك مصلحة يجب إبقاؤه



[1] ذكر ذلك بمعناه الشهرستاني في الملل والنحل : 1 / 72 .

28

نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست