نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 243
الثالث : [1] تسليم أنه بمعنى أولى لكن لا نسلم أنه أولى بالإمامة ، بل بالاتباع له والقرب منه كقوله تعالى : [ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ] [2] وقول التلاميذ : نحن أولى بأستاذنا مثل به في المقام القوشجي . والجواب إنا لا ندري ما مرادهم من هذا العبارة المضطربة الألفاظ الزائلة المعنى ولا بد من أن يكونوا أرادوا أحد وجوه إما أنهم أرادوا أن معنى قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) " من كنت مولاه فعلي مولاه " من كان لي تابعا فهو لعلي تابع فيكون حاصله أن من لم يكن تابعا لي فليس تابعا لعلي فمن لم يكن تابعا لعلي ( عليه السلام ) فليس بتابع للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فيقال لهم : على هذا فأبو بكر وأصحابه تابعون للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أم غير تابعين له فإن كانوا له تابعين لزمهم أن يتبعوا عليا بعده ، والمتبوع هو الإمام وإن لم يكونوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أتباعا لم تجز لهم خلافته فدلالة الخبر على المدعى بحالها وإن أرادوا أن معناه من كنت تابعه فهذا معنى قبيح لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يتبع أحدا من الناس ، بل هو الرئيس المتبوع ، وإن أرادوا أن معناه من كان تابعا لي كان علي تابعا له ، فهو معنى مستهجن جدا لأن مراد النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الكلام مدح علي ( عليه السلام ) بالاتفاق ، وعلى هذا المعنى يكون مدحا لواحد غير معين ويكون علي ( عليه السلام ) ملزوما بتبعية ذلك الغير فلا مدح له وهو خلاف المراد ، ولا تنصرف عبارتهم إلى غير هذه المعاني الثلاثة ، والأول لنا لا علينا وإن كان من لفظ الخبر بعيدا ، والأخيران مع ما فيهما مما سمعته بعيدان عن حاق اللفظ فحمل كلام النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليهما بين الفساد ، وأما الأولى في الآية
[1] أي من الوجوه المزعومة على عدم دلالة حديث الولاية على الإمامة . [2] آل عمران : 68 .
243
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 243