نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 116
أظنك تشك في ذلك بعد الإحاطة بما بيناه والتأمل فيما قررناه . احتج ابن أبي الحديد على عدم اشتراط العصمة في الإمام بقول أمير المؤمنين في وصيته لابنه الحسن ( عليهما السلام ) أو محمد بن الحنفية [1] ( أي بني إنه لما رأيتني بلغت سنا ورأيتني أزداد وهنا بادرت بوصيتي إليك وأوردت خصالا منها قبل أن يعجل بي أجلي دون أن أفضي إليك بما في نفسي وأن أنقص في رأيي كما نقصت في جسمي ، أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى وفتن الدنيا فتكون كالصعب النفور ، وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقى فيها من شئ قبلته ، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك ) هذا آخر ما يمكن تعلقه به من الكلام قال : قوله ( عليه السلام ) : " أو أن أنقض في رأيي " هذا يدل على بطلان قول من قال : إنه لا يجوز أن ينقص في رأيه وأن الإمام معصوم عن أمثال ذلك وكذلك قوله للحسن " أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى وفتن الدنيا " يدل على أن الإمام لا يجب أن يعصم من غلبات الهوى وفتن الدنيا [2] أقول ليس في هذا حجة ولا تحصل به معارضة بل ينبغي أن يحمل في أمير المؤمنين وفي ابنه إن كان هو الحسن على
[1] روى ابن عبد ربه المالكي طرفا من هذه الوصية في موضعين تحت عنوانين في باب مواعظ الآباء للأبناء من العقد الفريد في الثالث ص 155 وص 156 بتقديم وتأخير وحذف واختصار كما هي عادته في نقل كلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ففي العنوان الأول قال : " كتب علي بن أبي طالب إلى ولده الحسن " وذكر أول الوصية ، وفي العنوان الثاني قال : " وكتب إلى ولده محمد من الحنفية : تفقه في الدين - إلى قوله - فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة " ولذا إن المؤلف جاء بكلمة " أو " ولكن المشهور أن الوصية كانت للحسن ( عليه السلام ) كتبها أمير المؤمنين بحاضرين عند انصرافه من صفين وقد استعرضت مداركها في " مصادر نهج البلاغة وأسانيده " 3 / 307 - 312 . [2] شرح نهج البلاغة 16 / 66 .
116
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 116