نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني جلد : 1 صفحه : 114
البارئ تعالى اشترط في مواضع كثيرة وقيد الوعد والمدح بلزوم التقوى والاستمرار على الوفاء حيث كان الممدوح والموعود ممن يجوز عليه الخطأ والمخالفة مثل قوله تعالى : [ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن ] [1] وقوله تعالى : [ إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسنؤتيه أجرا عظيما ] [2] وقوله تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويغفر لكم ] [3] وغير ذلك من الآيات الكثيرة ، وحيث لم يشترط في طاعة أولي الأمر شيئا لزم أن يكونوا ملازمين لطاعته لا يخرجون منها إلى معصية وأولوا الأمر هم الأئمة ، فالإمام معصوم ، فمن كان من أولي الأمر فهو معصوم ومن ليس بمعصوم فليس من أولي الأمر ، ولا يعارض ما ذكرناه قوله تعالى : [ ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ] الآية [4] وما جرى مجراها من الآيات لأنها أدب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتهديد لغيره لأن الله قد عصمه من الشرك ومداهنة الكفار فلم يكن الشرط في الحقيقة متوجها إليه بل إلى الأمة وكان الله تعالى كثيرا ما يخاطب النبي ( صلى لله عليه وآله وسلم ) في القرآن وهو يريد الأمة كقوله تعالى : [ يا أيها النبي إذا طلقتم النساء ] [5] وغير ذلك ، حتى قيل نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جارة ، والفائدة في توجيه الخطاب ظاهرا إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الآية المذكورة ومشابهاتها تهويل أمر الشرك وتعظيمه وقطع أطماع الطامعين من الناس في المغفرة مع الاشراك بعد الإيمان