responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 294


الحيوان ) ، وكان نعلاه من ليف وحمائل سيفه من ليف ، وكان يرقع قميصه بجلد تارة وبليف أخرى ، وإذا اشترى قميصا ورأى كمه طويلا قطعه بالشفرة ولم يخطه حتى يبقى متساقطا على يده ، وقد تواترا إعراضه عن لذات الدنيا مع اقتداره عليها لا تساع أبواب الدنيا عليه لأن الأموال كانت تجبى إليه ، حتى قال : ( يا دنيا يا دنيا إليك عني أبي تعرضت أم إلي تشوقت لا حان حينك هيهات هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك وقد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعيشك قصير ، وخطرك يسير ، وملكك حقير ) وقال : ( والله لدنياكم هذه أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم ) [1] وقال عبد الله ابن أبي رافع دخلت عليه يوما فقدم جرابا مختوما فوجدنا فيه خبز شعير يابسا مرضوضا فأكلنا منه ، فقلت : يا أمير المؤمنين لم ختمته فقال : ( خفت هذين الولدين يلتانه بزيت أو سمن ) [2] ، قال القوشجي : وهذا شئ اختص به علي ( عليه السلام ) ولم يشاركه فيه غيره ، ولم ينل أحد بعض درجته انتهى وأخبار زهده وسخائه كثيرة يضيق بها هذا الإملاء وتحتاج إلى مصنف على حدة ، والغرض هنا الإشارة إلى صفاته الحميدة .
وأما إنه أعبد الناس فلما تواتر من كثرة صلاته وصيامه حتى كان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة ، وتعلم منه الناس صلاة الليل وملازمة الأوراد ، ويشهد بذلك ما في دعواته ومناجاته من تعظيم جلال الله والخضوع والخشوع له ، قال ابن أبي الحديد : وما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه ورده والسهام تقع بين يديه ، وتمر على صماخيه يمينا وشمالا فلا يرتاع لذلك ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته ، وما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده [3] انتهى ،



[1] نهج البلاغة ح 236 .
[2] شرح نهج البلاغة 1 / 26 .
[3] المصدر السابق 1 / 27 .

294

نام کتاب : منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر ( ع ) نویسنده : الشيخ علي البحراني    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست