نام کتاب : مقالتان في الغدير ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 59
خصائص الغدير وأهَمّيّتَهُ ولقد اجتمع في هذا الموقف ما تفرّق في المواقف السابقة عليه . . . واختصَّ بأُمور لم تكن في غيره . . . فكانت له أهَمّيّة خاصة ، استتبعت العناية الشديدة من كلّ الأطراف ، ومن جميع الجهات . . . . ومن ذلك : صراحة ما قاله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ووضوح دلالته ، بل لم يكن قولاً فقط ، بل قول وفعل ، فلقد قال ما قال وهو آخذ بيد عليّ ، مقيم إيّاه عن يمينه . . . . ومن ذلك : قرب وفاته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . وقد كان على علم بذلك ، إذ قال في خطبته : « يوشك أنْ أُدعى فأُجيب » . . . ولا يخفى ما لقوله في هذا الظرف من الأثر البالغ في إتمام الحجّة وقطع العذر . ومن ذلك : كونه في حشد عظيم منقطع النظير ، وذلك لأنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان قد أذّن بهذه الحجّة قبلها بمدّة . . . فمن الناس مَن قَدِم المدينة لياتمَّ به في حَجّته ، ومنهم من حضر الموسم للحجّ معه . . . فكانت جموع لا يعلم عددها إلاّ اللّه تعالى . . . . فلمّا قضى مناسكه وانصرف راجعاً ، ووصل إلى غدير خمّ من الجحفة التي تتشعّب فيها طرق المدنيّين والبصريّين والعراقيّين . . . وقف حتى لحقه من تأخّر ، وأمر بردّ من تقدّم . . . فقام خطيباً . . . وأسمع جميع القوم بما قال .
59
نام کتاب : مقالتان في الغدير ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 59