نام کتاب : مقالتان في الغدير ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 50
الذي نقصده هو : أنّ عليّاً إمام منذ أنّ محمداً نبيّ . . . وأنّ اللّه تعالى شاء أن يجعله خليفةً في نفس الوقت الذي شاء أن يجعل محمداً نبيّاً . . . وهذا شيء ربّما لم يسمعه البعض فيستنكره . . . لكن لا يعجل بالحكم من قبل أن يسمع الدعوى ، ويقف على طريق إثباتها : أمرُ الإمامة إلى اللّه وقبل الدخول في البحث نقول : إنّ الإمامة عهدٌ كالنبوّة ، فهي بيد اللّه ، ولا تنال إلاّ من شاء اللّه أنْ تنالَه ، وإنّ اللّه لم يفوّض أمرها إلى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فضلاً عن الاُمّة . . . وهذا ما دلّت عليه الأدلّة المتينة والبراهين الرصينة من الكتاب والسُنّة وغيرهما . . . ونصّ عليه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في أحرج ظروفه وأحواله ، وأحوج أيّامه إلى من ينصره ويعاضده . . . فقد ذكر أصحاب السيّر : أنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله لَمّا عرض نفسه على بعض القبائل قيل له : « أرأيت إنْ نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك اللّه على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ » . فأجاب : « الأمر إلى اللّه يضعه حيث شاء » [1] . فمن ذا الذي شاء اللّه أنْ يكون له الأمر ؟ ومتى شاء ؟