responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب نویسنده : السيد محسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 91


على أن ما بين الدفتين منزل منه تعالى ، إما دلالته ففيه المحكم والمتشابه أو المجمل والمبين فالمحكم ما يكون ظاهر الدلالة ويسمى المبين . والمتشابه ما يكون غير ظاهر الدلالة بل المعاني فيه على السواء في الاحتمال ويسمى المجمل ، ثم المبين قسمان : النص وهو ما لا يحتمل الخلاف ، والظاهر وهو الراجح مع احتمال الخلاف . ويسمى المرجوح المقابل للظاهر : المؤل . وفي الكتاب أيضا العام والخاص والمطلق والمقيد والناسخ والمنسوخ .
ولا يجوز الاحتجاج من الكتاب بغير النص والظاهر إلا ما بينته السنة بعد ثبوتها أو الاجماع . كما لا يجوز العمل بالعام أو المطلق إلا بعد الفحص عن الخاص أو المقيد ولا بالدليل إلا بعد الفحص عن معارضه أو ناسخه لأن الدليل لا يكون دليلا بدون ذلك .
وبسبب وجود هذه الأقسام الكثيرة في القرآن وغيرها أمكن لكل ذي قول حقا كان أو باطلا أن يستند في صحة قوله إلى ظاهر آية من القرآن . فربما استند إلى الحقيقة وغفل عن قرينة المجاز أو المطلق أو العام وغفل عن المقيد أو الخاص إلى غير ذلك . وقد جمع أحمد بن محمد بن المظفر الرازي من أعيان القرن السابع ومن علماء أهل السنة كتابا سماه " حجج القرآن " ذكر فيه من الآيات ما يمكن أن تحتج به كل فرقة لمذهبها وأقوالها المتباينة المتناقضة . ونحن نذكر مثالا من ذلك من جملة ما ذكره وما لم يذكره : فالوعيدية المنكرون للعفو الموجبون المؤاخذة على المعاصي يمكنهم الاستدلال بآية : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره . والوعيدية القائلون برفع المؤاخذة بالكلية وإن الله لا يعاقب على المعصية لهم الاستناد إلى آية : يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا . والمثبتون للرؤية في الآخرة استندوا إلى آية : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة . والنافون إلى قوله : لا تدركه الأبصار .
لن تراني . والجبرية إلى آيات كثيرة مثل : وخلق كل شئ . قل كل من عند الله . يريد الله أن لا يجعل لهم حظا في الآخرة . يضل من يشاء ويهدي من يشاء . إن الله لا يهدي القوم الكافرين . فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء والعدلية إلى مثلها كقوله تعالى :
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر . وما الله يريد ظلما للعباد . أو للعالمين . سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا " الآية " . فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا . قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا والقائلون بالتجسيم على الحقيقة بالجهة يستندون إلى الآيات التي فيها اليد والعين والوجه والنافون إلى آية : ليس كمثله شئ . والمجوزون المعصية على الأنبياء

91

نام کتاب : كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب نویسنده : السيد محسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست