responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصل الخطاب نویسنده : سليمان أخ محمد بن عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 49


فرقة أنكرت القدر رأسا ، وقالوا : إن الله لم يقدر المعاصي على أهلها ، ولا هو يقدر ذلك ، ولا يهدي الضال ، ولا هو يقدر على ذلك .
والمسلم عندهم هو الذي جعل نفسه مسلما ، وهو الذي جعل نفسه مصليا ، وكذلك سائر الطاعات والمعاصي ، بل العبد هو الذي خلقها بنفسه ، وجعلوا العبد خالقا مع الله ، والله سبحانه - عندهم - لا يقدر أن يهدي أحدا ، ولا يقدر [ أن ] يضل أحدا .
إلى غير ذلك من أقوالهم الكفرية ، تعالى الله عما يقول أشباه المجوس علوا كبيرا .
الفرقة الثانية من القدرية : من قابل هؤلاء ، وزعم أن الله جبر الخلق على ما عملوا ، وأن الكفر والمعاصي في الخلق كالبياض والسواد في خلق الآدمي ، ما للمخلوق في ذلك صنع ، بل جميع المعاصي عندهم تضاف لله ، وإمامهم في ذلك إبليس حيث قال : { فبما أغويتني } [1] وكذلك المشركون الذين قالوا : { لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا } [2] .
إلى غير ذلك من قبائحهم وكفرياتهم التي ذكرها عنهم أهل العلم في كتبهم ، كالشيخ تقي الدين وابن القيم .
ومع هذا الكفر العظيم والضلالة ، خرج أوائل هؤلاء في زمن الصحابة رضي الله عنهم كابن عمر ، وابن عباس ، وأجلاء التابعين ، وقاموا في وجوه هؤلاء ، وبينوا ضلالهم من الكتاب والسنة ، وتبرأ منهم من عندهم من الصحابة رضي الله عنهم ، وكذلك التابعون ، وصاحوا بهم من كل فج .
ومع هذا الكفر العظيم الهائل لم يكفرهم الصحابة ، ولا من بعدهم من أئمة أهل



[1] الأعراف : 16 .
[2] الأنعام : 148 .

49

نام کتاب : فصل الخطاب نویسنده : سليمان أخ محمد بن عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست