يدخلها الطاعون ، ولا الدجال . وفي ( الصحيحين ) [1] أيضا من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم : ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال ، إلا مكة والمدينة ، ليس نقب من أنقابها إلا عليه ملائكة حافين - الحديث . وفي الصحيحين [2] من حديث أبي سعيد مرفوعا : لا يكيد المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء . وفي الترمذي [3] من حديث أبي هريرة يرفعه : آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة . وجه الدلالة من هذه الأحاديث من وجوه كثيرة ، نذكر بعضها : أحدها : أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على سكنى المدينة ، وأخبر أنها خير من غيرها ، وأن أحدا لا يدعها رغبة عنها إلا أبدلها الله بخير منه ، وأخبر أنه صلى الله عليه وسلم شفيع لمن سكنها ، وشهيد له يوم القيامة ، وذكر أن ذلك لأمته ، ليس لقرن دون قرن ، وأن أحدا لا يدعها إلا لعدم علمه ، وأنها كالكير تنفي خبثها ، وأنها محروسة بالملائكة ، لا يدخلها الطاعون ، ولا الدجال آخر الدهر ، وأن أحدا لا يكيدها إلا انماع كالملح في الماء . وقال : من استطاع أن يموت فيها فليمت ، وأخبر أنها آخر قرية من قرى الإسلام خرابا . وكل لفظ من هذه الألفاظ يدل على خلاف قولكم . إن هذه الأمور التي تكفرون بها ، وتسمونها أصناما ، ومن فعل شيئا منها فهو