وجعل اقتفاء أثر هذه الأمة واجبا على كل أحد بقوله تعالى : { ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } [1] . وجعل إجماعهم حجة قاطعة لا يجوز لأحد الخروج عنه ، ودلائل ما ذكرنا معلومة عند كل من له نوع ممارسة في العلم . اعلم : أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أن الجاهل لا يستبد برأيه ، بل يجب عليه أن يسأل أهل العلم ، كما قال تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [2] ، وقال صلى الله عليه وسلم : هلا إذا لم يعلموا سألوا ، فإنما دواء العي السؤال [3] . وهذا إجماع . [ إجماع الأمة على شرائط الاجتهاد ] قال في غاية السؤل : قال الإمام أبو بكر الهروي : أجمعت العلماء قاطبة على أنه لا يجوز لأحد أن يكون إماما في الدين والمذهب المستقيم حتى يكون جامعا هذه الخصال ، وهي : أن يكون حافظا للغات العرب واختلافها ، ومعاني أشعارها وأصنافها . واختلاف العلماء والفقهاء . ويكون عالما فقيها ، وحافظا للأعراب وأنواعه والاختلاف . عالما بكتاب الله ، حافظا له ، ولاختلاف قرائته ، واختلاف القراء فيها ، عالما بتفسيره ، ومحكمه ومتشابهه ، وناسخه ومنسوخه ، وقصصه .
[1] النساء : 115 . [2] الأنبياء : 7 . [3] سنن أبي داود : 1 / 93 ح 336 كتاب الطهارة . والنص هكذا : . . . ألا سألوا ، إذ بم يعلموا ، فإنما شفاء العي