الموضوعة ، وعدّوا من تلك الأحاديث : " السعيد من وعظ بغيره " ، " الشقيّ من شقي في بطن اُمّه " ، " الجنّة دار الأسخياء " ، " طاعة النساء ندامة " ، " دفن البنات من المكرمات " ، " اطلبوا الخير من حسان الوجوه " ، " لاهمّ إلاّ همّ الدين ، ولا وجع إلاّ وجع العين " ، " الموت كفّارة لكلّ مسلم " ، " إنّ التجّار هم الفجّار " . قال الصغاني في كتاب الدرّ الملتقط ( 1 ) : ومن الموضوعات : أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قال : " إنّ الله يتجلّى للخلائق يوم القيامة عامّةً ، ويتجلّى لك يا أبا بكر خاصّةً " . وأنّه قال : " حدّثنى [ جبرئيل ] أنّ الله تعالى لمّا خلق الأرواح اختار روح أبي بكر من بين الأرواح " . وأمثال ذلك كثيرة . ثمّ قال الصغاني : وأنا أنتسب إلى عمر ، وأقول فيه الحقّ ، لقول النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : " قولوا الحقّ ولو على أنفسكم والوالدين والأقربين " . فمن الموضوعات ما روي : " أنّ أوّل من يعطى كتابه بيمينه عمر بن الخطّاب ، وله شعاع كشعاع الشمس " ، قيل : فأين أبو بكر ؟ قال : سرقته الملائكة " . ومنها : " من سبّ أبا بكر وعمر قتل ، ومن سبّ عثمان وعليّاً جلد الجلدة " . إلى غير ذلك من الأحاديث المختلقة . ومن الموضوعات : " زُر غبّاً تزدد حبّاً " ، " النظر في الخضرة يزيد في البصر " ، " من قاد أعمى أربعين خطوةً غفر الله له " ، " العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان " . انتهى كلام الصغاني منقّحاً . وقد ظهر في الهند بعد الستّمائة من الهجرة شخص اسمه " بابا رُتَّنْ " ادّعى أنّه من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّه عمّر إلى ذلك الوقت . وصدّقه جماعةٌ ، واختلق أحاديث كثيرة زعم أنّه سمعها من النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) . قال صاحب القامُوس :
1 . في المخطوطتين : " الصنعاني " والصحيح ما أثبتناه كما في شرح البداية : 62 ، والخلاصة في اُصول الحديث : 77 . وهو الحسن بن محمّد بن الحسن القرشي الصغاني اللغوي الفقيه المحدّث ( 577 - 650 ) . راجع روضات الجنّات 3 : 94 - 96 ، معجم الاُدباء 9 : 189 - 191 ، معجم المؤلّفين 3 : 279 . وكتابه " الدر الملتقط في تبيين الغلط " طبع بتحقيق أبو الفداء عبد الله القاضي في بيروت ، دارالكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1405 .