نام کتاب : صلاة أبي بكر في مرض النبي ( ص ) ( سلسلة إعرف الحق تعرف أهله ) نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني جلد : 1 صفحه : 84
الحقيقة - اضطربوا في شرح الكلمة ومناسبتها للمقام : قال ابن حجر : « إنّ عائشة أظهرت أنّ سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها ، كونه لا يسمع المأمومين القراءة ، لبكائه ، ومرادها زيادة على ذلك هو أن لا يتشاءم الناس به ، وقد صرّحت هي فيما بعد بذلك . . . وبهذا التقرير يندفع إشكال من قال : إنّ صواحب يوسف لم يقع منهنّ إظهار يخالف ما في الباطن » [1] . قلت : لكنّه كلام بارد ، وتأويل فاسد . أمّا أوّلا : ففيه اعتراف بأنّ قول عائشة : « إنّ أبا بكر رجل أسيف فمر عمر أن يصلّي بالناس » مخالفة للنبي وردّ عليه منها ، بحيث لم يتحمّله النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال هذا الكلام . وأمّا ثانياً : فلأنّه لا يتناسب مع بلاغة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وحكمته ، إذ لم يكن صلّى الله عليه وآله وسلّم يشبّه الشيء بخلافه ويمثّله بضدّه ، وإنّما كان يضع المثل في موضعه ولا ريب أنّ صويحبات يوسف إنّما عصين الله بأن أرادت كلّ واحدة منهنّ من يوسف ما أرادته الأُخرى وفُتنت به كما فُتنت به صاحبتها ، فلو كانت عائشة قد دفعت النبي عن أبيها ولم ترد شرف ذلك المقام الجليل له ،