responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ( ص ) نویسنده : الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني    جلد : 1  صفحه : 145


تعظيم له سبحانه وتعالى ، وليس هذا من العلوم الدقيقة التي تختص بها العلماء الأعلام ولا تدركها العوام ، بل هو من الأمور التي تدرك بالبداهة ، وقد جبلت عليها طبائع الناس عالمهم وجاهلهم ، إذا استوى أدنى الناس عقلا وأكثرهم فضلا في معرفة أن إكرام عبيد السلطان وأتباعه وتعظيمهم هو من أحسن وجوه التقرب إليه لقضاء حوائجهم عنده ، وكلما كان ذلك العبد أو التابع أقرب له وأحب إليه كان إكرامه وتعظيمه والتوسل به إليه أقرب في نجاح الحاجة وحصول المقصود ، كما أنه يغضبه تحقير عبيده وأتباعه فيترتب على ذلك سخطه كما ترتب على تعظيمهم وإكرامهم رضاه ، وهكذا الأمر هنا في تعظيم أنبياء الله تعالى وأصفيائه وخواص عبيده ، فهو من أقوى أسباب رضاه تعالى كما أن تحقيرهم من أقوى أسباب غضبه عز وجل .
واعلم أنه لا عبرة في المحاذير الموهومة التي ذكروها لأنها فضلا عن كونها لا مقبولة ولا معقولة هي إلى الآن في كل هذه الأعصار لم يحصل منها شئ ، فلم يترتب على زيارتهم ، والاستغاثة بهم دعوى الألوهية في أحد منهم من المستغيثين والزائرين ، والحمد لله رب العالمين .
وأنت إذا نظرت إلى كل فرد فرد من أفراد المسلمين عامتهم وخاصتهم لا تجد في نفس أحد منهم غير مجرد التقرب إلى الله تعالى لقضاء حاجاتهم الدنيوية والأخروية ، بالاستغاثات والزيارات لأولئك السادات مع علمهم بأنهم عبيد الله تعالى ليس لهم " من الأمر شئ " فقلوب المسلمين وجوارحهم ولحمهم ودمهم مجبولة - والحمد لله - على توحيد الله تعالى واعتقاد أنه الفعال المطلق المستحق للتعظيم بالأصالة وحده لا شريك له ، وتعظيمهم لسواه من خواص عبيده إنما يكون بقدر منزلة ذلك العبد عند الله تعالى بحسب ما علموه ، فهم يعظمون حبيبه الأعظم صلى الله عليه وسلم أكثر من سائر الخلق لعلمهم أنه أحب عبيده تعالى إليه وأقربهم لديه ، ثم يعظمون بعده الأنبياء المرسلين أكثر من غير المرسلين لأن درجاتهم في الفضل تلي درجته صلى الله عليه وسلم ، ثم يعظمون بعدهم سائر الأنبياء أكثر من الأولياء لعلمهم بأنهم أفضل منهم عند الله تعالى ، ثم يعظمون أهل بيته وأصحابه صلى الله عليه وسلم بحسب ما علموه من درجاتهم عند الله ورسوله ، وكذلك سائر الأولياء يعظمونهم بحسب ما ثبت في نفوسهم من قربهم من الله تعالى .
أما آل النبي وأصحابه رضي الله عنهم ، فقد جعلت لهم هذه القرابة والصحبة مزية ( 10 - شواهد الحق )

145

نام کتاب : شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ( ص ) نویسنده : الشيخ يوسف بن اسماعيل النبهاني    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست