نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 9
الشيخ العالم الكبير ، إمام من أئمة الشافعية ، وعالم من كبار علماء الديار المصرية ، ومن يعترف له بالرتب العلية ، وله عدالة الأصل وأصالة القول ، وإصابة النقل ، ورزانة العقل ، وجزالة القول والفعل ، ومتانة الدين والفضل ، إلى تحصيل ونفنن وتأصيل في المنقولات والمعقولات وتمكن نظر راجح وحفظ راسخ ، وتقدم في الحديث والرواية عال شامخ . كريم : شهد له العيان ، وإليه يعزى البيان ، ومن بحره يخرج اللؤلؤ والمرجان إلى آداب غضة ، وفضائل من فضة [1] . كان أنظر من رأيناه من أهل العلم ، ومن أجمعهم للعلوم ، وأحسنهم كلاما في الأشياء الدقيقة ، وأجلدهم على ذلك . وكان في غاية الإنصاف والرجوع إلى الحق في المباحث ولو على لسان آحاد المستفيدين منه مواظبا على وظائف العبادات ، مراعيا لأرباب الفنون [2] . تفقه به جماعة من الأئمة ، وانتشر صيته وتواليفه ، ولم يخلف بعده مثله [3] . ومحاسنه ومناقبه أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر [4] . وقد اعترف بفضله السلفية أتباع ابن تيمية : فقال ابن كثير : الإمام العلامة . . . قاضي دمشق . . . برع في الفقه والأصول والعربية وأنواع العلوم . . . انتهت إليه رئاسة العلم في وقته . . . وله كلام في صحة القراءات أبان فيه عن تحقيق وسعة اطلاع [5] .
[1] أبو البقاء القاضي خالد بن أحمد البلوي الأندلسي في رحلته ، نقله الكتاني في فهرس الفهارس ص 1035 ، وقال : لقاؤه في وسط أمره . . . فانظر ما يقول فيه لو لقيه آخره عمره ؟ [2] الأسنوي في الطبقات ، لاحظ الدرر الكامنة 3 / 170 . [3] الحافظ العراقي كما في الدرر الكامنة 3 / 170 . [4] طبقات ابن قاضي شهبة 3 / 41 . [5] البداية والنهاية 1 / 551 رقم 2251 .
9
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 9