نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 247
ولهذا يدعي هو : أن الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها ضعيفة ، بل موضوعة [1] . ويستدل بقوله : ( لا تتخذوا قبري عيدا ) وبقوله : ( لعن الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . وبأن هذا كله محافظة على التوحيد ، وأن أصول الشرك بالله اتخاذ القبور مساجد ، كما سنذكر ذلك في نص كلامه المنقول عنه . وقد رأيت أيضا فتيا بخطه ، ونقلت منها ما أنا ذاكره ، قال فيها - ومن خطه نقلت - : [ نص فتوى قديمة لابن تيمية ] وأما السفر للتعريف عند بعض القبور ، فهذا أعظم من ذلك ، فإن هذا بدعة وشرك ، فإن أصل السفر لزيارة القبور ليس مشروعا ، ولا استحبه أحد من العلماء ، ولهذا لو نذر ذلك لم يجب عليه الوفاء به بلا نزاع بين الأئمة . ثم قال : ولهذا لم يكن أحد من الصحابة والتابعين - بعد أن فتحوا الشام ، ولا قبل ذلك - يسافرون إلى زيارة قبر الخليل عليه السلام ولا غيره من قبور الأنبياء التي بالشام ، ولا زار النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك ليلة أسري به . والحديث الذي فيه : ( هذا قبر أبيك إبراهيم فانزل فصل فيه ، وهذا بيت لحم مولد أخيك عيسى ، انزل فصل فيه ) كذب لا حقيقة له . وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين سكنوا الشام ، أو دخلوا إليه ولم يسكنوه ، مع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وغيره ، لم يكونوا يزورون شيئا من هذه
[1] لاحظ مواضع هذه العبارة في كلام ابن تيمية وجروه ابن عبد الهادي في أول تعليقة لنا على هذا الكتاب ( ص 60 ) .
247
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 247