نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 182
استغفر للمؤمنين والمؤمنات ، لقوله تعالى : * ( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ) * . ولهذا قال عاصم بن سليمان - وهو تابعي - لعبد الله بن سرجس الصحابي رضي الله عنه : استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال : نعم ، ولك ، ثم تلا هذه الآية ، رواه مسلم [1] . فقد ثبت أحد الأمور الثلاثة ، وهو استغفار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكل مؤمن ومؤمنة ، فإذا وجد مجيئهم ، واستغفارهم ، تكملت الأمور الثلاثة الموجبة لتوبة الله ورحمته . وليس في الآية ما يعين أن يكون استغفار الرسول بعد استغفارهم ، بل هي مجملة [2] . والمعنى يقتضي بالنسبة إلى استغفار الرسول أنه سواءا تقدم أم تأخر ؟ فإن المقصود إدخالهم لمجيئهم واستغفارهم تحت من يشمله استغفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وإنما يحتاج إلى المعنى المذكور إذا جعلنا * ( واستغفر لهم الرسول ) * معطوفا على * ( فاستغفروا الله ) * أما إن جعلناه معطوفا على * ( جاؤوك ) * لم يحتج إليه . هذا كله ، إن سلمنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يستغفر بعد الموت ، ونحن لا نسلم ذلك ، لما سنذكره من حياته صلى الله عليه وآله وسلم واستغفاره لأمته بعد موته . وإذا أمكن استغفاره ، وقد علم كمال رحمته وشفقته على أمته ، فيعلم أنه لا يترك ذلك لمن جاءه مستغفرا ربه تعالى . فقد ثبت على كل تقدير أن الأمور الثلاثة المذكورة في الآية ، حاصلة لمن
[1] صحيح مسلم ( 7 / 86 ) كتاب الفضائل ، باب إثبات خاتم النبوة ، وفي طبعة ( 4 / 1823 ) وانظر الشمائل للترمذي رقم 22 . [2] في الصارم ( ص 314 ) : ( محتملة ) بدل : مجملة .
182
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 182