نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 78
نحن فيه . فإن ما ذكرناه ليس اختلافا في حد الحسن ، بل هو تقسيم له ، والحديث الحسن صادق على كل من النوعين . [ قوة الحديث بتضافر الإسناد ] ثم إن الأحاديث التي جمعناها في الزيارة ، بضعة عشر حديثا مما فيه لفظ ( الزيارة ) غير ما يستدل به لها من أحاديث أخر ، وتظافر الأحاديث يزيدها قوة ، حتى أن الحسن قد يترقى بذلك إلى درجة الصحيح . والضعيف قسمان : قسم يكون ضعف راويه ناشئا من كونه متهما بالكذب ونحوه ، فاجتماع الأحاديث الضعيفة من هذا الجنس لا يزيدها قوة . وقسم يكون ضعف راويه ناشئا من ضعف الحفظ ، مع كونه من أهل الصدق والديانة ، فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه آخر ، عرفنا أنه مما قد حققه ، ولم يختل فيه ضبطه له ، هكذا قاله ابن الصلاح رحمه الله وغيره [1] . فاجتماع الأحاديث الضعيفة من هذا النوع يزيدها قوة ، وقد يترقى بذلك إلى درجة الحسن أو الصحيح . ولهذا لما تكلم النووي رحمه الله في أن ميقات ذات عرق ، هل هو منصوص عليه ، أو مجتهد فيه ؟ صحح أنه منصوص عليه ، وذكر عن جمهور أصحابنا تصحيحه للأحاديث الواردة فيه ، وإن كانت أسانيد مفرداتها ضعيفة ، فمجموعها يقوي بعضه بعضا ، ويصير الحديث حسنا ، ويحتج به ، هكذا ذكره في ( شرح المهذب ) في
[1] علوم الحديث لابن الصلاح ( ص 34 ) في التنبيه الثاني من النوع الثاني وهو ( الحسن ) .
78
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 78