نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 377
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلما أمعن في ذلك ازداد اعتقادا ، وهو كما قال القائل : يزيدك وجهه حسنا * إذا ما زدته نظرا وقد رأيت أن لا أخلي هذا الكتاب من أحاديث الشفاعة على سبيل الاختصار . فمن ذلك ما رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في ( صحيحيهما ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون بم ذاك ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فيسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون . فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ، ألا ترون ما قد بلغكم ، ألا تنظرون إلى من يشفعكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : ائتوا آدم . فيأتون آدم فيقولون : يا آدم ، أنت أبونا ، أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا ! ! فيقول آدم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة ، نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح ، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماك الله : عبدا شكورا ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما قد بلغنا ! ! فيقول لهم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب
377
نام کتاب : شفاء السقام نویسنده : السبكي جلد : 1 صفحه : 377