نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 51
وأفادك أيضاً الخوف العظيم ؛ فإنك إذا عرفت أنّ الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه ، وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل ، وقد يقولها ويظنّ أنها تقرّبه إلى الله تعالى كما ظنّ الكفّار ، خصوصاً أن ألهمك الله ما قصّ عن قوم موسى - مع صلاحهم وعلمهم - أنهم أتوه قائلين : ( اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ) ( 1 ) وحينئذ يعطم خوفك وحرصك على ما يخلّصك من هذا وأمثاله » انتهى . أقول : وخلاصة مرامه - مع طول كلامه - أنّك إذا عرفت بالتصديق القلبيّ أنّ الشرك هو العبادة لغير الله ، وعرفت أنّ الدّين هو العبادة الخالصة له تعالى ، واجتنبت الشرك الّذي هو ذنب لا يغفر ، صرت ممّن يفرح بفضل الله ورحمته ؛ حيث جعلت عبادتك خالصة لله ولم تشرك أحداً معه تعالى فيهما ، وصرت متديّناً بدين أُرسل به الرسل ، ويحصل لك خوف من أن تنطق بكلام يوجب الكفر جهلاً أو ظنّاً بكونه مقرباً إلى الله تعالى كما يفعله الكفّار هذا حاصل مرامه . لكنك عرفت ممّا قدمنا فساد كلامه ؛ فإنّ الشرك الثابت لعبدة الأصنام لم يكن شركاً في العبادة بل كانوا مشركين بتمام مقامات
1 - سورة يونس : الآية 58 .
51
نام کتاب : رسالة في رد مذهب الوهابية نویسنده : السيد محمد العصار جلد : 1 صفحه : 51