محمد بن علي بن بابويه الملقّب بالصدوق المتوفى سنة ( 381 ه - ) المتقدمة في الفصل الأول .
أولاً : لقرب عهده بزمن الأئمة عليهم السلام وأصحابهم ، فلو كان الأئمة وتلامذتهم قائلين بالتحريف لما قال ذلك .
وثانياً : لكونه من علماء الحديث ، بل رئيس المحدثين ، فلو كانت الأحاديث الظاهرة في التحريف مقبولة لدى الطائفة لما قال ذلك .
وثالثاً : لأنها كلمة صريحة وقاطعة جاءت في رسالة اعتقادية كتبها على ضوء الأدلة المتينة من الكتاب والسنة .
ورابعاً : لموافقة الأعلام المتأخرين عنه إياه في هذا الاعتقاد ، لا سيما الشيخ المفيد الذي كتب شرحاً على عقائد الصدوق وخالفه في كثير من المسائل ، ووافق الصدوق أكثر من خمسين علماً من أعلام الطائفة الحقّة .
المحدثون وأخبار التحريف نعم ، هناك في بعض الكلمات نسبة القول بنقصان القرآن إلى المحدّثين من علماء الشيعة ، وقد بذلنا الجهد في التحقيق حول مدى صحة هذه النسبة ، وراجعنا ما توفر لدينا من الكتب والكلمات بإمعان وإنصاف ، فلم نجد دليلاً على ذلك ، ولا وجهاً مبرّراً له ، بل هو حدس وتخمين أو ذهول عن الواقع إن لم يكن تعصّب .

70